دمشق-سانا
تحتفل دول العالم في الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات بين الـ 18و الـ 24 من تشرين الثاني من كل عام، بهدف تعزيز الوعي بخطورة مقاومة المضادات الحيوية، وتشجيع الاستخدام الرشيد لها ضمن منظومات الرعاية الصحية.
ويأتي الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات هذا العام تحت عنوان “تحرك الآن: من أجل حماية حاضرنا وتأمين مستقبلنا” لدعوة راسمي السياسات، والعاملين الصحيين، والمزارعين، وقادة المجتمع، ووسائل الإعلام، وعامة الناس، إلى تكثيف العمل وتعزيز التدابير الوقائية إلى التصدي لمقاومتها.
دعوة عالمية لتكثيف الإجراءات
وحسب منظمة الصحة العالمية يمكن مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، من خلال بناء نظم صحية قوية، وتمويل خطط العمل الوطنية لمقاومة مضادات الميكروبات والوقاية من العدوى ومكافحتها، وتعزيز الترصد وتبادل البيانات، وتطبيق تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، وضمان الإتاحة المنصفة للأدوية ووسائل التشخيص، وتعزيز الاستعمال المسؤول لمضادات الميكروبات في مجال صحة الإنسان والحيوان، إضافة إلى تحسين خدمات المياه والإصحاح والنظافة العامة وإدارة النفايات في المجتمعات المحلية ومواقع الرعاية الصحية.
الواقع الصحي في سوريا
أوضح مدير الرعاية الصحية في الوزارة الدكتور محمد السالم، في تصريح لـ سانا أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على الحد من سوء استخدام مضادات الميكروبات من خلال تعزيز الرقابة على بيعها في الصيدليات، وتحسين خدمات التشخيص المخبري، وتطوير برامج تدريب الكوادر الطبية في مجال مكافحة العدوى.
وبين الدكتور السالم أن الظروف التي فرضتها السنوات السابقة، إضافة إلى نقص الوعي والاستخدام غير المنضبط للصادات دون وصفة طبية، وقلة الفحوصات المخبرية التي تحدد نوع الجرثوم وحساسيته، أسهمت في زيادة انتشار السلالات الجرثومية المقاومة.
نشأة مقاومة مضادات الميكروبات وخطورتها
ولفت الدكتور السالم إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات تنشأ عندما تطور الميكروبات آليات دفاع تجعلها غير مستجيبة للأدوية التي كانت فعالة ضدها سابقاً، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة علاج بعض الأمراض واستحالة علاج أمراض أخرى، وارتفاع خطر انتشار العدوى، واستخدام أدوية أقوى قد تكون ذات آثار جانبية أكبر.
أسباب مقاومة مضادات الميكروبات
وأشار الدكتور السالم إلى أن أسباب تطور مقاومة مضادات الميكروبات ترجع إلى الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، فالأمراض الفيروسية “مثل الرشح والكريب” لا تحتاج لاستخدام مضاد حيوي، وعدم إكمال الفترة العلاجية أو تناول جرعة غير مناسبة للحالة المرضية، الأمر الذي يسمح للجراثيم القوية بالنجاة والتطور، إضافة لاستخدامها عشوائياً كعلاج للحيوانات والمزروعات ما يساعد على ظهور سلالات مقاومة يمكن أن تنتقل للإنسان.
وبين الدكتور السالم أنه يمكن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال نشر الوعي، وعدم استخدام المضاد إلا بوصفة طبيب، وإجراء فحوصات مخبرية لتحديد المضاد المناسب لكل حالة، وإنهاء فترة العلاج دون انقطاع وعدم مشاركة الدواء مع الآخرين والاهتمام بالنظافة والتعقيم وتحسين التعقيم بالمشافي، وتنظيم بيع المضادات الحيوية في الصيدليات.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه في عام 2023، كانت هناك حالة واحدة تقريباً من بين 3 حالات عدوى في إقليم شرق المتوسط مقاومة للمضادات الحيوية، مبينةً أنه الأعلى على الصعيد العالمي.