حمص-سانا
في خطوة تهدف إلى بناء جسور الثقة وتعزيز ثقافة الحوار بين مختلف أطياف المجتمع السوري، يواصل مشروع “حوار لأجل السلام” الذي ينفذه الملتقى الثقافي اليسوعي في حمص بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جلساته الحوارية وورشاته التدريبية لدعم مبادرات فنية ومجتمعية متنوعة في دير الآباء اليسوعيين بمدينة حمص القديمة.

منسقة المشروع ملاك الديب أوضحت في تصريح لمراسلة سانا أن المشروع جاء استجابة لاحتياج مجتمعي خاص بمدينة حمص وخاصة بعد التحرير، بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية وقبول الآخر بين جميع الشرائح، مشيرة إلى أن المشروع اعتمد على الحوار البنّاء لإطلاق مبادرات تسهم في بناء السلام ومعالجة التحديات المحلية.
وأضافت الديب: إن المشروع، الذي انطلق منذ نيسان الماضي، شهد تنظيم 24 جلسة حوارية تناولت قضايا الاقتصاد، والعدالة الانتقالية، والحد من خطاب الكراهية، بمشاركة رجال ونساء من مختلف الأعمار والخلفيات، وبينت أن المرحلتين الأولى والثانية من المشروع اكتملتا، حيث تضمنت الأولى جلسات معرفية حول المواطنة والمشاركة المجتمعية والتنمية المحلية، بينما تتضمن المرحلة الحالية ثلاث مبادرات رئيسية هي: “كورال السلام”، و”يا سلام الفني”، و”مختبر السينما”.
من جانبه، أوضح مسؤول بناء القدرات في المشروع عبد الله الجدعان أن الجلسات الحوارية أسفرت عن ست مبادرات مجتمعية متنوعة في مجالات الفن والثقافة والرياضة والسينما وتجارب النساء ودمج ذوي الإعاقة، مبيناً أن عدد المستفيدين المباشرين بلغ نحو 2800 شخص، ومن المتوقع ارتفاعه مع استكمال المشاريع وعرض نتائجها النهائية على المجتمع.

وأكد محمد صواف، منسق مبادرة “كورال السلام”، أن عشرين شاباً وشابة من عشاق الموسيقا التحقوا بالمبادرة، يجري تدريبهم لتقديم أغنية خاصة بالسلام في ختام المشروع، أما نوار البقاعي، منسق مبادرة “مختبر سينما حمص”، فأوضح أن المبادرة تتضمن عروضاً سينمائية أسبوعية يتبعها حوار مفتوح مع الجمهور، إلى جانب ورش تدريبية متخصصة في السيناريو والإخراج والتصوير بهدف إنتاج أفلام تعكس الواقع السوري بطرق احترافية.
وفي الجانب الاقتصادي، أشار عبد القادر تلاوي، المحاضر في الاقتصاد وإدارة الأعمال، إلى أن ورش العمل الحوارية تناولت مشاريع صغيرة، وحاضنات أعمال، وتنظيم الأسواق، والرقابة التموينية، إضافة إلى معالجة مياه الصرف الصحي وتأهيل جسر الرستن لكونه شرياناً حيوياً للنقل، لافتاً إلى استمرار الجلسات لمناقشة سبل دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ويستمر العمل في مشروع “حوار لأجل السلام” منذ نيسان الماضي حتى نهاية العام الجاري، على أمل أن يشكل منصة عملية لتعزيز التماسك المجتمعي وترسيخ ثقافة الحوار في مدينة حمص.