حماة-سانا
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع الزراعي في محافظة حماة، برزت في الآونة الأخيرة تهديدات خطيرة من آفة زراعية جديدة توصف بـ”القاتل الصامت” لأشجار الزيتون، وهي حفار الساق الذي ينخر داخل جذوع الأشجار بصمت دون أن تتم مشاهدته.
ولمواجهة مخاطرها وبناء على توجيهات مديرية زراعة حماة، نظمت دائرة زراعة “حربنفسه” بياناً عملياً عن المكافحة المتكاملة لآفات الزيتون، تم خلاله التركيز على مكافحة ذبابة الثمار وحفار الساق.
تدخل عاجل لإنقاذ الأشجار
شمل البيان العملي تدريب المزارعين على طريقة حقن الأنفاق بمبيد كلوربيرفوس، مع التأكيد على اتباع إجراءات السلامة اللازمة عند استخدام المبيدات، وعلى الطرق الوقائية التي تشمل الري والتسميد المنتظم، والتقليم وإزالة الأغصان المريضة والمتشابكة، وتهوية الأشجار، والتخلص من المخلفات خارج الحقل وحرقها.
من جانبه، أوضح حسن العلي رئيس دائرة الزراعة في “حربنفسه” في تصريح لـ سانا، أن حفار الساق ينخر داخل الجذوع بصمت، ولا يكتشفه المزارع إلا بعد أن تبدأ الأشجار بالضعف والجفاف، مشيراً الى أن علامات الإصابة تبدأ بظهور نشارة الخشب على قاعدة الجذع، وقد تنتهي بجفاف الأغصان وموت الشجرة إن لم تُكافح في وقت مبكر.
ودعا العلي مزارعي الزيتون إلى ضرورة المراقبة الدقيقة والفحص الحقلي بحثاً عن العلامات التالية:
- مشاهدة الفراشة البالغة (ذات اللون الأبيض والنقط السوداء).
- وجود ثقوب جديدة أو قديمة على الجذوع والأفرع الرئيسية.
- وجود مادة بنية تشبه نشارة الخشب (الدليل الأهم).
- ذبول الأفرع وجفافها المفاجئ.
أصناف مهددة بشكل خاص
بدوره، حذر رئيس شعبة الثروة النباتية أيمن العلي من وجود أصناف حساسة تتطلب مراقبة خاصة، حيث تكون الإصابة أشد على الأصناف ذات النمو القوي والخشب الطري مثل الصنف الزيتي (المعري)، الصنف النبالي المحسن، الصنف التفاحي، والأصناف المدخلة حديثاً مثل أربكينا، كورونيكي، وكالماتا.
وشدد العلي على أن التحرك السريع والمبكر هو مفتاح حماية الأشجار من هذه الآفة الخطيرة، داعياً المزارعين إلى “عدم التردد في مراجعة أقرب وحدة إرشادية أو مديرية الزراعة لاستشارة المهندسين المختصين.
وأشار إلى أن المكافحة المتكاملة لحشرة حفار الساق تركز على خدمة الحقل من تقليم وتهوية للأشجار وكيفية استخدام سلك معدني في الثقب الذي تدخل فيه اليرقة من أجل قتلها داخل الثقب، مع التأكيد على خروج الحشرة في شهري نيسان وأيار وإمكانية الرش في هذه الفترة.