درعا-سانا
تقف أطلال قرى اللجاة المدمّرة بريف درعا شاهدة على حجم الإجرام الذي مارسه النظام البائد، وعلى صمود الأهالي وكفاحهم في سبيل نيل الحرية.

طبيعة المنطقة الوعرة ساعدت على تعزيز صمود سكانها في الدفاع عن قراهم وأراضيهم، ومنعت قوات النظام من دخولها، ليلجأ إلى قصفها بمختلف أنواع الأسلحة، محولاً منازلها إلى ركام، ومهجّراً أهلها من بيوتهم إلى حياة الخيام.
ضعف البنى التحتية ونقص الخدمات
وبعد التحرير وعودة الأهالي إلى قراهم، ما تزال اللجاة تعاني ضعفاً في البنية التحتية، ونقصاً حاداً في الخدمات الأساسية، ولا سيما في قطاعات التعليم والصحة والمياه والكهرباء.

أحمد العايش، مواطن من قرية جدل في منطقة اللجاة قال لمراسل سانا: “تعرضنا للحصار والتجويع على يد النظام البائد، وبقينا صامدين ندافع عن أرضنا رغم الحصار والمعاناة، واليوم وبعد كل ذلك نعاني من انعدام مقومات الحياة، فمياه الشرب غير متوفرة، والكهرباء لا تصلنا سوى ساعة واحدة باليوم”.
مطالب بدخول المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية
ودعا العايش إلى ضرورة إيلاء منطقة اللجاة اهتماماً أكبر من خلال تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وترميم المراكز الصحية والمدارس وتأمين مستلزماتها، ودعم المدارس بالكوادر اللازمة لاستمرار العملية التعليمية، إضافة إلى إعادة تأهيل آبار مياه الشرب.

من جهته، طالب رفاعي الصبيح من قرية الشومرة بدخول المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية إلى قرى اللجاة، لترميم المدارس وتأمين احتياجاتها، ودعم قطاعي المياه والكهرباء بما يضمن استقرار السكان.
أما المواطن عدنان بريكان، من قرية سطح القعدان، فأشار إلى الدمار الهائل الذي خلّفته قوات النظام البائد في قرى اللجاة، والذي طال كل مقومات الحياة، وأجبر الأهالي على العيش في خيام فوق أنقاض بيوتهم، ودعا إلى تحسين الواقع الخدمي وتأمين المياه للسكان وللأغنام من خلال إعادة تأهيل الآبار المخصصة للشرب وسقاية المواشي.
قرى مدمرة بالكامل
بدوره، بيّن رئيس مجلس بلدية جدل سمير خلف، أن أغلب قرى اللجاة مدمرة بالكامل، بما في ذلك المنازل والبنية التحتية، فاللجاة اليوم بلا ماء أو كهرباء أو تعليم أو اتصالات، داعياً محافظة درعا إلى توجيه المؤسسات الحكومية والمنظمات الإنسانية نحو المنطقة لإعادة وصل التيار الكهربائي وتفعيل آبار المياه وتأمين الخدمات الأساسية للسكان.
يشار إلى أن اللجاة هضبة بازلتية وعرة تقع على بعد نحو 50 كيلومتراً شمال شرق درعا، وتضم أكثر من 55 قرية وتجمعاً سكانياً.



