دمشق-سانا
نظّمت نقابة المعلّمين في سوريا اليوم احتفالاً مركزياً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعيد التحرير وانتصار الثورة السورية.

وتضمن الاحتفال عروضاً عن الثورة السورية، وفقرات شعرية، وموسيقية غنائية لفرقة معهد التربية الموسيقية، وتكريم الطلاب المتفوقين في الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي من أبناء المعلمين في دمشق وريف دمشق، وذلك على مدرج جامعة دمشق.
المعلم السوري شريك أصيل في صنع النصر

وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي، أكد في كلمة له أن المعلم السوري شريك أصيل في صنع النصر، لأنه وقف ثابتاً في مدارسه وجامعاته يدافع عن رسالة العلم في أصعب الظروف وأقسى السنين، وأن المعلم في مرحلة ما بعد التحرير والنصر، مدعو أكثر لأن يكون صانعاً لوعي الجيل الجديد، وحارساً للهوية الوطنية، وقدوة في الإخلاص والنزاهة والعطاء.
وأكد أن سوريا انتصرت بصمود أهلها وسترتقي بعلم شبابها وإبداعهم، وأن الوزارة تدرك أن تطور الجامعات يكون بدعم المعلم والأستاذ والباحث وفتح آفاق التأهيل والتدريب والتقدم العلمي أمامه.
مشروع قانون خاص بشؤون المعلّمين

وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو، أكد في كلمته أن الوزارة تؤمن بأنّ المعلّم هو أساس البناء، وعماد النهضة، وحجر الزاوية في كل مشروع إصلاحي، وناقل معرفة، وصانع وعي، وباني أجيال، وقبطان سفينة التعليم.
ولفت تركو إلى أن الوزارة بالتنسيق والتعاون مع نقابة المعلمين، وضعت المعلّم في صدارة أولوياتها، وأعدّت مشروع قانون خاص بشؤون المعلّمين، يتضمّن مزايا وحوافز نوعية، تعزز مكانتهم، وتحسن وضعهم المعيشي، وتوفر بيئة مهنية تليق برسالتهم، مؤكداً أن الوزارة بالمشاركة مع وزارتي التنمية والمالية تعمل على تحقيق ذلك، وأنها ستبقى وفية لرسالتها، أمينة على أجيال الوطن.
بناء الأوطان يبدأ من حجرة الصف والعلم

مسؤول دائرة التعاون النقابي في الأمانة العامة للشؤون السياسية محمد برو أشار في كلمة له، إلى أن ذكرى عيد التحرير لحظة يتردد صداها في وجدان كل سوري، يوم أثبت فيه الشعب السوري أنه إذا قام لا ينكسر، وإذا أراد يصنع مستقبله بيده، وأن قوة الدول من قوة شعوبها، وأن التحرير ليس نهاية مسيرة بل بداية طريق يصنعه المعلم في صفه والطالب في كتابه والمؤسسة في رسالتها، مؤكداً أن بناء الأوطان لا يبدأ بالمعول والسلاح فقط بل من حجرة الصف والعلم، ويقوى بالعزم الذي يرفض أن يُقيّد.
مضاعفة شرائح نهاية الخدمة 200 بالمئة

نقيب المعلمين في سوريا محمد مصطفى، أشار في كلمة له، إلى أن المعلم خلال الثورة السورية حمل همَّ التعليم، وأمانة تنشئة الأجيال، وتحمّل الظلم والفقر والتشرد، وعمل في الخيام والأقبية ولم يَهن أو يخفض رأسه، وصنع جيلاً وصل به إلى التحرير، لافتاً إلى أن المعلمين عند معركة التحرير تركوا أقلامهم وامتشقوا سلاحهم وقدموا شهداء حتى التحرير، مؤكداً أن النقابة حرصت بعد التحرير على تقديم امتيازات لهم مثل عودة المفصولين منهم وفي الجانب الصحي، إضافة لقرار النقابة بمضاعفة شرائح نهاية الخدمة بنسبة 200 بالمئة، تقديراً لجهودهم وعطائهم.
انتصار في معركة الوعي

الباحث الدكتور عبد المنعم زين الدين أشار في كلمة، إلى أن إجرام النظام البائد لم يقتصر على فئة دون أخرى، وطال المعلمين، وقتل الآلاف منهم بالقصف واعتقل وفصل عشرات الآلاف تعسفياً لالتحاقهم بالثورة، وهجّر الآلاف منهم الذين تابعوا التعليم في الشوارع في إدلب وأرياف حلب وفي مدارس قصف الكثير منها، وفي أقبية غير صالحة للظروف التعليمية، وذلك من أجل ألّا نخسر معركة الوعي، مشيداً بهذه التضحيات، ومؤكداً أن بلدنا لن تبنى وتتقدم دون الاهتمام بقطاع التعليم، لأن البناء الحقيقي هو بناء العقول والإنسان والأجيال.
التفوق مفتاح أبواب المستقبل وبناء الوطن
وفي كلمة من النقابة موجهة للطلاب المتفوقين ألقاها أمين فرع ريف دمشق الدكتور عامر يوسف لفت إلى أن تفوق الطلبة شهادة عزّ ودليل على أن الإرادة الصادقة والجد المتواصل هما الطريق الأوثق إلى القمة، وأن أبواب المستقبل لا تفتح إلا لمن يحمل مفتاح العلم وإرادة النجاح، وبداية الطريق في مسيرة تُعقد عليهم فيها الآمال بتحمل مسؤوليات الوطن للنهوض به والرفع من شأنه.

ومن الطلاب المكرمين، أعربت المتفوقتان في الشهادة الثانوية بالفرع الأدبي، بيان الفار، وتقى رسول الحاصلة على المرتبة الأولى على مستوى القطر وريف دمشق، عن سعادتهما بالتكريم والتفوق، وأنهما ستكونان شريكتين في بناء الوطن فكرياً وأخلاقياً بعد التحرير، وبداية للعمل المستقبلي من أجل نهضة سوريا.
شارك في الاحتفال معاونو وزراء، ورؤساء نقابات واتحادات، وممثلون عن وزارة الدفاع، ومعلمون وطلاب.
ونقابة المعلمين السورية هي تنظيم تأسس عام 1935 ومر بعهود كثيرة، وحالياً وبموجب المرسوم التشريعي رقم 82 لعام 1970، تحولت نقابة المعلمين إلى منظمة شعبية ضمت في صفوفها جميع العاملين في وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.





