دمشق-سانا
تُعدّ مخلفات الأغذية مشكلة بيئية واقتصادية في وقتنا الحالي، حيث تُهدر كميات كبيرة منها سنوياً، ومن هنا تظهر أهمية الاقتصاد الدائري الزراعي الذي يحول المخلفات إلى سماد عضوي كحل مناسب يعيد إدماج الموارد داخل النظام الزراعي بدلاً من فقدانها.
أسباب التسمية
وعن أسباب تسميته بالاقتصاد الدائري الزراعي، أوضحت الدكتورة إسراء البوش في كلية الهندسة الزراعية بدمشق لـ سانا، أنه في هذا الاقتصاد تكون العملية دائرة مغلقة تبدأ بالإنتاج ثم الاستهلاك لتصل إلى النفايات التي تعالج وتستخدم مجدداً كسماد، ما يقلل الفاقد ويجعل الزراعة أكثر استدامةً وفعالية، بينما في الزراعة التقليدية تنتهي العملية عند النفايات.
مزاياه
ذكرت الدكتورة البوش أن للاقتصاد الدائري أربع مزايا وهي:
- بيئية (كالتقليل من الانبعاثات وحماية الموارد).
- اقتصادية (تحويل التكلفة إلى عائد).
- زراعية (تحسين الإنتاجية والجودة).
- اجتماعية (تحقيق الأمن الغذائي المستدام).
أنواع السماد العضوي
تبرز أهميته في تحويل مخلفات الطعام إلى أسمدة عضوية، كما تؤكد الدكتورة البوش، مشيرة إلى أن هذه العملية لاحظناها لدى مزارعي الغوطة بريف دمشق الذين استفادوا من هذه الطريقة بشكل كبير، بتحسين التربة وزيادة الإنتاج بطريقة طبيعية ومستدامة، لافتة إلى وجود نوعين رئيسين وهما الأسمدة السائلة، وسماد الفيرمي كمبوست الذي يعتمد على تحلل المخلفات بمساعدة ديدان الأرض.
وأضافت البوش: إنه للوصول إلى نظام غذائي دائري يجب تبني سياسات داعمة، والاستثمار في البحث والتطوير المحلي، وتوعية المزارعين بأهمية الزراعة العضوية، واستخدام مخلفات الأغذية كعلف، وتقليل الاعتماد على المستوردات، وتشجيع الشركات على تبني نماذج الأعمال الدائرية.
رفع كفاءة استغلال الموارد الطبيعية
من جهته، بين الدكتور عمار مصطفى من مديرية زراعة طرطوس في تصريح مماثل، أنه يمكن تدوير المخلفات الزراعية لتحول إلى قيمة مضافة في تغذية الدواجن، مشيراً إلى أهمية ذلك في التقليل من الهدر البيئي والاقتصادي، ورفع كفاءة استغلال الموارد الطبيعية، ودعم منظومات إنتاج أكثر استدامة، وتقديم بدائل طبيعية للصادات الحيوية، وتعزيز سلامة الغذاء وصحة المستهلك.
وتحدث الدكتور مصطفى عن أبحاثه في تجفيف قشور الرمان وأوراق الزيتون والتين، واستخدامها كأعلاف للدواجن بنسب محددة أدت إلى تحسين الأداء الإنتاجي، ودعم نمو وصحة الفروج، مشيراً إلى أهمية المقارنة بين المخلفات الغذائية لتحديد أفضل البدائل الوظيفية القابلة للتطبيق.
يشار إلى أن سوريا تعمل على تطوير أنظمة الإنتاج الزراعي المستدام، في إطار جهودها لتعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على المستوردات، ويأتي تبني مفهوم الزراعة الدائرية كخطوة داعمة لهذه التوجهات، انسجاماً مع خطط تنمية الريف وإعادة تأهيل القطاع الزراعي.


