دمشق-سانا
يشهد الاقتصاد السوري في هذه المرحلة مفصلاً حيوياً يتمثل في تنامي الحراك نحو إعادة بناء وتفعيل قطاعات الإنتاج والتجارة، حيث يبرز الدور المتجدد للشركات التركية كأحد العوامل الرئيسة في دعم مسار التعافي الاقتصادي وتنشيط السوق المحلية، وذلك في ظل التوجه الرسمي لتعزيز الانفتاح الصناعي وجذب الاستثمارات الإقليمية والدولية.

وخلال فعاليات الدورة الأولى للمعرض الدولي لقطع غيار السيارات ومستلزماتها، الذي استضافته مدينة المعارض بدمشق مؤخراً، أكد عدد من مديري وممثلي الشركات التركية أن المشاركة التركية في المعارض السورية الصناعية والتجارية تشكل مؤشراً واضحاً على الإرادة المشتركة لإعادة بناء جسور التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأوضحوا أن ما تمتلكه الشركات التركية من خبرات تراكمية واسعة وقدرات إنتاجية متقدمة يمكن أن يسهم بشكل مباشر في دعم عملية إعادة الإعمار، وتنشيط قطاع التصنيع المحلي، وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري وتطوير البنية التحتية الصناعية.

وأوضح مدير شركة كرد المتخصصة بقطع تبديل سيارات الشحن صادق كرد، أن العلاقات الاقتصادية بين سوريا وتركيا لم تنقطع تماماً حتى في أصعب الظروف، مشيراً إلى أن مرحلة التعافي الحالية، تتيح فرصة حقيقية لإعادة التعاون الصناعي إلى مستوياته السابقة.

من جانبه، أوضح مدير شركة FMC للمحركات والفلاتر أوكان بايرك، أن انخراط الشركات التركية في السوق السورية يسهم في تنشيط قطاعات الصيانة والتجميع الصناعي، وتوفير فرص عمل جديدة، ونقل الخبرات التقنية المتقدمة، بما يعزز من قدرات الصناعة الوطنية ويرفع مستوى التنافسية في الأسعار والجودة.
مدير شركة CANSUN فاتح أرسوي لفت إلى أن المشاركة في المعارض السورية تمثل خطوة عملية لإعادة بناء الجسور التجارية وتهيئة الظروف لتوسيع التبادل الصناعي كما كان قبل عام 2011.

أما مدير إحدى شركات صناعة الكاوتشوك يونس إيمريه فأشار إلى أن استمرار بعض العقبات المرتبطة بالتحويلات المالية والعقوبات الاقتصادية لم يمنع التواصل المتنامي بين رجال الأعمال السوريين والأتراك، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً أوسع وإزالة تدريجية للعوائق.

بينما أكد أحمد توركاي مدير المبيعات في شركة ميرسا العالمية أن سوريا سوق مهمة جداً للشركة، وهي تسعى لاستعادة العلاقات التجارية كما كانت، لأنها تمثل بوابة أساسية للتبادل الصناعي في المنطقة.
وتجاوز حجم التبادل التجاري بين سوريا وتركيا في العام 2010 ملياري دولار سنوياً، وكانت الشركات التركية من أبرز الشركاء الصناعيين في مجالات قطع الغيار ومواد البناء والألبسة والزيوت، ومع تحرير سوريا وعودة النشاط إلى المعارض الاقتصادية، تسعى هذه الشركات اليوم إلى استعادة موقعها في السوق السورية عبر مشاريع استثمارية وشراكات صناعية جديدة.







