ريف دمشق-سانا
تواصل محطة بحوث قرحتا التابعة للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية دورها كمركز ميداني حيوي لتطوير القطاع الزراعي في سوريا، من خلال إجراء التجارب والاختبارات على الأصناف الزراعية واستنباط الجديد منها بما يلبي احتياجات المزارعين ويرفع من جودة الإنتاج.

تأسست المحطة عام 1964 على مساحة 208 دونمات، وتعد من أوائل المحطات البحثية في الهيئة، حيث تُعنى بدراسة الأصناف الزراعية في ظروف مناخية متنوعة، مستخدمةً معدات وآليات متخصصة للحصاد والزراعة، إلى جانب مستودعات ومكاتب إدارية تدعم عمل الفرق البحثية.
تنفذ المحطة أكثر من 100 تجربة سنوياً موزعة على مختلف البيئات السورية، وتُنظم أياماً حقلية لتعريف المزارعين والجمعيات الفلاحية بأحدث الأصناف المستنبطة والتقنيات الزراعية المعتمدة، وخاصة في زراعة القمح، بهدف تمكينهم من تحقيق إنتاجية عالية مماثلة لما تحققه المحطة، وتُجرى التجارب على المادة الوراثية في مختلف البيئات، وتُعاد نتائجها إلى المحطة لتحليلها واختيار الطرز الوراثية الأفضل من حيث الإنتاجية ومقاومة الأمراض.

تعمل المحطة بالتعاون مع منظمات دولية وعربية على تطوير الحبوب، حيث تبدأ العملية بتحديد آباء الهجن وإجراء التهجين وفق أسس علمية تراعي الظروف المناخية، بهدف تحسين الغلة ومقاومة الجفاف والأمراض، ويتم الانتخاب عبر سبعة أجيال باستخدام تقنيات “سنبلة خط” و”خط قطعة”، ثم تُختبر المادة الوراثية في الحقول وتُقارن مع الشواهد المزروعة، ليتم اختيار الطرز المتفوقة وتأهيلها للمرحلة التالية ضمن الحقول الاختبارية.
عند إثبات كفاءة الأصناف الجديدة، تُزرع في حقول الفلاحين وتُقارن إنتاجيتها بالأصناف التقليدية، تمهيداً لاعتمادها من قبل اللجنة الوطنية، وفي المرحلة الأخيرة، تُجرى عمليات الإكثار بالتعاون مع مؤسسة إكثار البذار، لتوفير البذار المحسنة للفلاحين بعد غربلتها وتعقيمها، وقد أفضت هذه الإستراتيجية إلى اعتماد صنفين جديدين من القمح القاسي هما “بحوث 13” و”شام 13″، بعد دراسة نتائج الأبحاث العلمية وتحقيقها لمواصفات إنتاجية عالية.

وتواصل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية جهودها عبر مراكزها المنتشرة في المحافظات لتنمية القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتعزيز الأمن الغذائي في سوريا.
وتُعد محطة بحوث قرحتا نموذجاً علمياً متقدماً في دعم الزراعة السورية، حيث تدمج بين البحث الأكاديمي والتطبيق الميداني لتطوير أصناف زراعية عالية الجودة، ومنذ تأسيسها، ساهمت في تعزيز الأمن الغذائي عبر استنباط سلالات مقاومة للأمراض والجفاف، هذا الدور البحثي المتكامل يجعلها ركيزة إستراتيجية في نهضة القطاع الزراعي الوطني.








