الرياض-سانا
بمشاركة هي الأولى من نوعها، حظي الجناح السوري في معرض”بنان”، المقام حالياً في العاصمة السعودية الرياض، باهتمام واسع من الزوار، مقدّماً مجموعة غنية من الحرف اليدوية التي تعكس عمق التراث اللامادي السوري وتنوّع مكوناته.

وشارك في الجناح السوري 15 حرفياً وحرفية يمثلون عدداً من المهن التقليدية وهم: أحمد الحلاق (مهنة نفخ الزجاج اليدوي، رئيس الوفد)، وسامر ديركي (النول اليدوي)، وعبد الله حردان (صابون الغار الحلبي)، وعثمان شبعانية (نحاسيات)، وماهر حاضري (تطريز)، ومحمد خير جبر (خشبيات)، ومحمد أنس غنام (الأغباني)، وياسر الغضبان (موزاييك وصدف)، وكنان الشعار (موزاييك)، وهبة الله صالح (القيشاني الدمشقي)، وراند الدبس (تنزيل المينا)، وفلك العبد الله (الرسم على الزجاج)، ولجين نجم (الخزف اليدوي)، ونور المسلماني (الدهان الدمشقي)، وملاك ونوس (الفخار).
وأوضحت معاونة وزير الثقافة لشؤون التراث والآثار لونا رجب في تصريح لـ سانا: أن المشاركة جاءت لوزارة الثقافة السورية بدعوة كريمة من نظيرتها السعودية ممثلة بهيئة التراث، حيث اصطحب الحرفيون أعمالاً من نتاجاتهم، إضافة إلى أدوات العمل، ليقدموا عروضاً حيّة أمام الزوار، في تجسيد حي لغنى التراث اللامادي السوري.
حرفيون يمثلون تراثاً عريقاً
الحرفي محمد أنس غنام الذي يمثل حرفة تطريز الأغباني قال: “نشارك بحرفة دمشقية أصيلة يتجاوز عمرها 500 عام، وهذه أول مشاركة لنا خارج سوريا، وتوجه بالشكر للمملكة العربية السعودية على الدعوة التي أتاحت تعريف الوفود المشاركة بتاريخ الحرف التراثية السورية وإظهار أصالتها.

بدورها الحرفية ملاك ونوس من مؤسسة “حلم دمشقي” غير الربحية، وصفت مشاركتها بأنها فرصة لتعريف الجمهور السعودي والدولي بحرفة الفخار، وهي من أقدم الحرف السورية المرتبطة بحاجات الإنسان منذ آلاف السنين، موضحة أن للفخار السوري خصوصية في لون تربته وتقنيات إنتاجه التي واكبت العصر.
بنان 2025… منصة تجمع أكثر من 40 دولة
ويقام معرض “بنان” في نسخته الثالثة في الرياض خلال الفترة من الـ 13 إلى الـ 26 من تشرين الثاني 2025، بتنظيم من هيئة التراث السعودية، وتزامناً مع عام الحرف اليدوية 2025، وذلك بمشاركة أكثر من 400 حرفي وحرفية من نحو 40 دولة، من بينها: عُمان، والإمارات، وقطر، والأردن، واليمن، وتونس، والمغرب، وتركيا، وباكستان، واليابان، وكوريا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، وأستراليا، وغيرها، فيما تحل الصين ضيف شرف هذا العام.

وتتوزع فعاليات المعرض عبر أروقة متخصصة تشمل: رواق النسيج والتطريز، ورواق الأخشاب، والفخار والخزف، والجلود، والخوص، والسدو، وبيت الحرفيين، والأجنحة الدولية ومنها جناح سوريا، إضافة إلى منصات تدريبية وتفاعلية ومناطق مخصصة للأطفال والعروض الثقافية.
وتعكس هذه المشاركة السورية، وفق القائمين عليها، رغبة في تعزيز التبادل الثقافي وتوسيع فرص التعاون بين الحرفيين السوريين ونظرائهم من مختلف دول العالم، بما يسهم في دعم الصناعات الإبداعية والحفاظ على التراث اللامادي للأجيال القادمة.

