دمشق-سانا
احتفاء بمسيرة الرئيس السوري الراحل شكري القوتلي، احتضن المركز الثقافي العربي في الميدان بدمشق اليوم، محاضرةً تاريخية، عن محطات من حياة هذه الشخصية الوطنية ألقاها الباحث والمؤرخ أحمد بوبس.

وتركزت المحاضرة على ثلاثة محاور، الأول لمحة عن نشأة الرئيس القوتلي، وكفاحه ضد الاستعمار الفرنسي، وصولاً لمرحلة الاستقلال، مع عرض فيلم وثائقي وصور أرشيفية حول القوتلي، الذي كان وفقاً لبوبس شخصية فريدةً في التضحية والتفاني والنزاهة والشرف واحترام القوانين والمواطنة، إضافة لدفاعه عن كل السوريين، وإسهاماته الاقتصادية في البلاد.
نشأة الرئيس القوتلي

واستعرض بوبس مسيرة القوتلي الذي ولد عام ١٨٩١ في دمشق، ودرس وتعلم في مدرسة الآباء العازاريين، ثم المرحلة الثانوية في مكتب عنبر، ليلتحق بالمعهد الشاهاني باسطنبول، وتخرج حاملاً شهادة عليا بالعلوم السياسية، حيث انتسب لدى عودته لدمشق للجمعية العربية الفتاة، وكان له مواقف مشهودة ضد الانتداب الفرنسي لسوريا، وتعرض جراء ذلك للسجن والنفي والاعتقال، وكان في طليعة مؤسسي الكتلة الوطنية، وساهم من خلالها في تحقيق الجلاء سنة ١٩٤٦.
شكري القوتلي ..المواطن العربي الأول
القوتلي الذي كان الرئيس السوري الوحيد الذي استلم الرئاسة مرتين متباعدتين مابين/١٩٤٣و١٩٤٩/ ثم/١٩٥٥و١٩٥٨/، وفقاً لبوبس، يسجل له التاريخ أنه تنازل طوعياً عن الرئاسة لصالح الوحدة مع مصر عام ١٩٥٨، فحمل لقب /المواطن العربي الأول/.
النفي والرحيل
معاناة القوتلي من مرارة النفي بعد استيلاء حزب البعث على السلطة سنة 1963، أثرت عليه بشدة بحسب بوبس، ولكن قلبه لم يتحمل نكسة حزيران واحتلال الجولان السوري عام 1967، فتوفي في لبنان ال ٣٠ من حزيران عام ١٩٦٧ عن عمرٍ ناهز ٧٥ عاماً، وأُعيد جثمانه لدمشق بواسطة من الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز، ليوارى الثرى بمقبرة الباب الصغير بدمشق، وليبقى اسمه وإرثه الوطني الزاخر بالعطاء والتضحيات منارة للأجيال.


