دمشق-سانا
ضمن فعاليات مهرجان أيام البردة الدولي في دورته الأولى، نظمت وزارة الثقافة صباح اليوم جولة ميدانية لوفود الشعراء والأدباء العرب والأجانب المشاركين في المهرجان، شملت عدداً من المعالم الأثرية والتاريخية في دمشق القديمة، من بينها المسجد الأموي، وقصر العظم، وسوق الحميدية، وشارع مدحت باشا، والمكتبة الوطنية.
تعريف الزوار بالإرث الحضاري السوري

وأكد مدير الثقافة في ريف دمشق محمد أرحابي في تصريح لـ سانا أن الجولة تأتي فرصة لتعريف الضيوف العرب على عمق الحضارة السورية وثرائها التراثي، مشيراً إلى أن قصر العظم بما يحتويه من مقتنيات أثرية وصناعات تقليدية يمثل نموذجاً حياً لتاريخ دمشق العريق.
وأعرب أرحابي عن السعادة بزيارة الوفود من مختلف الدول العربية الذين أبدوا إعجابهم بما شاهدوه من تراث وإنجازات سورية أصيلة، ودعا جميع الأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب إلى زيارة هذه الأماكن التي تجسد هوية سوريا الحضارية والإنسانية.

من جانبه أوضح منسق الفعاليات والأنشطة في وزارة الثقافة زهير شاويش، أن المهرجان الذي يشارك فيه شعراء من داخل سوريا وخارجها، وشعراء وأدباء ضيوف من عدة دول، يشمل أمسيات شعرية وندوات ومحاضرات وزيارات ثقافية وتراثية في دمشق، وحمص، واللاذقية، وحلب، وإدلب، مبيناً أن هذه الجولة السياحية الثقافية تهدف إلى تقديم صورة واقعية عن سوريا التي استعادت عافيتها وتفتح أبوابها للثقافة والحوار والإبداع.
دمشق بدأت تتعافى

الشاعر مطر البريكي من سلطنة عمان عبّر عن سعادته بالمشاركة قائلاً: “نحن هنا لنوجه رسالة للعالم أن سوريا بخير، وأن دمشق عادت كما كانت، حاضرة الشرق وطريق الحرير، وسنبقى نحمل في قصائدنا عبقها وتاريخها”.
أما الأديب حسين الجنيدي فأكد أن إقامة مهرجان البردة في دمشق بعد التحرير يحمل رمزية كبيرة، لأنه “يربط الفن الشعري بالقيم الإنسانية النبيلة التي جسدها النبي عليه الصلاة والسلام، ويعيد للثقافة السورية مكانتها التي تستحقها”.

بدوره قال الشاعر والروائي أيمن العتوم من الأردن: إن زيارة المعالم الأثرية والدينية في دمشق القديمة تتيح الفرصة “لرؤية الحياة في دمشق بعد سقوط النظام، والتي بدأت تتعافى من جراح كثيرة”، وأكد ضرورة تعافي دمشق لكونها مركزاً للحضارة عربياً وعالمياً، عبر ما يتم نشره من صور وانطباعات حية عن جمال هذه البلاد وعمقها الإنساني.
وأكد الشاعر مشعل الحربي القادم من الكويت أن مهرجان البردة “يمثل إحياءً للشعر العربي الأصيل ومدائحه النبوية في دمشق التي كانت وما زالت فخر المشرق ومركز إشعاع حضاري وثقافي”.
بينما أشار الشاعر حسن المطروشي من سلطنة عمان إلى أن سوريا تمتلك إرثاً ثقافياً عريقاً يجعلها مؤهلة لتكون النموذج الثقافي الأبرز على مستوى العالم العربي، وقادرة على قيادة الحراك الثقافي والفكري في المنطقة.

وتأتي هذه الجولة ضمن برنامج مهرجان أيام البردة الدولي الذي تنظمه وزارة الثقافة على مدى عدة أيام، ويتضمن سلسلة من الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية والفنية والمعارض التراثية في عدد من المحافظات السورية، احتفاءً بالشعر العربي وبالمدائح النبوية وبعمق التراث الثقافي السوري.
يشار إلى أن المهرجان يأتي احتفاءً بجمال الكلمة ومديح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء من مختلف أنحاء الوطن العربي، ويشارك فيه أكثر من 28 شاعراً وشاعرةً من 10 دول عربية، هي: فلسطين، والأردن، والعراق، والسعودية، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، وليبيا، وتونس، إلى جانب شعراء من سوريا، في أمسيات شعرية وندوات فكرية تتوزع بين دمشق، وحمص، واللاذقية، وحلب، وإدلب حتى 28 تشرين الأول.




