دمشق-سانا
يعد الفنان التشكيلي السوري بطرس المعري، أحد أبرز الوجوه الفنية التي جسّدت عبر أعمالها ملامح الواقع الإنساني السوري والعربي، مستلهماً التراث الشعبي ومعبّراً بلغة تجمع بين السخرية والتراجيديا.
من غزّة إلى صيدنايا
يقول المعري خلال حديثه لمراسل سانا: “إن معرضه الأخير (سلام عليكِ) الذي أقيم في عمّان خلال نيسان الماضي، استوحى فكرته من معاناة الشعب الفلسطيني، وخصوصاً في غزة، حيث رسم لوحات تجسّد النساء المنتظرات والأمهات اللواتي يتمسكن بالأمل والعودة، مؤكداً أن الفن موقف إنساني قبل أن يكون ترفاً.
وفي معرضه الآخر في باريس بعنوان (صيدنايا مدينتي الجميلة)، أوضح المعري أنه أراد التذكير بجمال مسقط رأسه، وبأنها مدينة سورية عريقة يغلب عليها الطابع الريفي، لا أن يُختزل اسمها بالسجن المعروف، وعرض فيه لوحات تبرز طبيعة البلدة وتاريخها، إضافة إلى أعمال تعبّر عن معاناة السجناء والمفقودين.
هوية فنية تنطلق من التراث
يرى المعري أن الشخصية الشعبية الشامية التي يعتمدها في عدد من لوحاته، تتسم بروح تجمع بين الجد والهزل، لتقريب الفن من الناس وتحفيز تفاعلهم، ويشير إلى أن الفن بالنسبة له تجربة روحية وليس تلقيناً ولا وعظاً، بل وسيلة لحفظ الذاكرة ومواجهة التشوّه الذي أصاب الإنسان والمكان نتيجة الحروب والتغييب الثقافي.
الطباعة اليدوية وإحياء الحرف
وفيما يخص استخدامه تقنية الطباعة بالقوالب الخشبية، أوضح المعري أنه لجأ إليها بهدف إحياء الحرف التقليدية وتقديمها بروح معاصرة، بعد أن تعاون مع حرفي في حماة للحفاظ على هذا التراث الفني الجميل.
بين العمل والإبداع
المعري الذي يزاوج بين مواضيع مختلفة تبعاً لمزاجه الفني، اعتبر أن التنوع في المعارض يمنح المتلقي متعة بصرية أوسع، أما عن سوق الفن السوري، فرأى أنه بحاجة إلى مبادرات تشجع على الإنتاج والعرض، ولاسيما عند الفنانين الشباب الذين لهم دور مهم في تطوير المشهد الفني من خلال خبراتهم ومعارفهم الجديدة.
الفن رسالة حياة
يرى المعري أن للفن دوراً علاجياً في ظل الأزمات، فهو أداة لبث الأمل في المجتمع وبناء النفس قبل إعادة إعمار الحجر، لأن الفن كما يقول، ليس ترفاً بل حاجة إنسانية أساسية.
يذكر أن بطرس المعري من مواليد دمشق عام 1968، تخرّج في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1991، وحصل على الدكتوراه في فن الكتاب المصور من باريس عام 2006، قبل أن يهاجر إلى ألمانيا عام، حيث 2013 يقيم حالياً في هامبورغ.