دمشق-سانا
في أجواءٍ تعبق بذكريات الصمود والتضحيات التي شهدتها الثورة السورية، أقام المركز الثقافي العربي في أبو رمانة اليوم، ندوةً ثقافية بعنوان (كفرسوسة.. من بداية الثورة وحتى النصر)، وذلك برعاية مديرية الثقافة في دمشق.

الندوة التي تندرج ضمن سلسلة ندوات ذاكرة ثورة دمشق، استعرضت أبرز المحطات السياسية والميدانية والإعلامية التي عاشتها منطقة كفرسوسة منذ اندلاع الثورة السورية، وحتى تحقيق النصر، ومعركة ردع العدوان وتحرير سوريا.
واستهل رئيس المركز الثقافي عمار بقلة الندوة بالتأكيد على أن هذه الندوات تهدف لتوثيق ماجرى، وحفظ التفاصيل من التلاشي، ومواجهة الروايات المضللة التي تحاول المس بالحقائق.
وتطرق ابن منطقة كفرسوسة إلى بداية المظاهرات هناك، والتي سرعان ما واجهتها ميليشيات وقوات النظام البائد بإطلاق النار، ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء بينهم طفل، في مشهدٍ ترك أثراً عميقاً لدى الأهالي، فيما شكّل الاعتداء على الشيخ اسامة الرفاعي في جامع الرفاعي عام ٢٠١١، أكبر شاهد على الظلم والاستبداد وغطرسة النظام البائد، مشيراً إلى أن هذه الأحداث دفعت إلى تشكيل مجموعات حماية للمظاهرات بهدف تأمين المشاركين والحفاظ على الطابع السلمي.
أما عضو مؤسسة ساند الخيرية وخطيب جامع أبو بكر الصديق الشيخ عدنان البارد فتناول التحول التدريجي في الثورة بكفرسوسة إلى العمل المسلح، موضحاً أنه مع تصاعد القمع الأسدي، برزت الحاجة إلى تنظيم الجهود العسكرية، فتم في الشهر الثالث من عام 2012 الإعلان عن تشكيل عسكري في كفرسوسة، ما أتاح مقاومة أكثر تنظيماً في وجه الحملات العسكرية للنظام البائد.

كما تحدث عن الاجتماعات التي كانت تُعقد في بساتين كفرسوسة، والتي اتخذت من جبل قاسيون خلفية رمزية وإعلامية، في ظل الحرب الإعلامية الشرسة التي شنّها النظام البائد لتشويه صورة الحراك.
وخصص الشيخ خالد محمود نور الدين مداخلته للحديث عن مرحلة المعارك الكبرى والحصار، مبيناً أن النظام المجرم لجأ إلى القصف العنيف بالبراميل المتفجرة والطيران، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الطبية والغذائية، ودفع الثوار إلى الانسحاب التكتيكي من بعض المواقع، لكنهم استمروا في الصمود لحين تحرير سوريا، مستعرضاً قصصاً إنسانية وشهادات من قلب المعارك.
وعقب الندوة، أكد الحضور بمن فيهم ثوار وأبطال شاركوا في المعارك، وذوي الشهداء والمفقودين، أن تجربة كفرسوسة شكلت نموذجاً خاصاً في إدارة النضال السلمي والعسكري، لافتين إلى أن الندوة ليست مجرد استعادة لأحداث مضت، بل قراءة للذاكرة والسرد الميداني، والتي تأتي في سياق سرديات الثورة السورية العظيمة.


