دمشق-سانا
قدّمت حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية نموذجاً متكاملاً عن الهوية الدمشقية والإبداع الحرفي السوري، خلال مشاركتها في الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، من خلال جناح متكامل ضم أكثر من أربعين حرفياً وحرفية، وعرض نماذج أصيلة من الحرف اليدوية التي تعكس عراقة التاريخ السوري وروح التجديد في آنٍ معاً.

لؤي شكو، مدير الحاضنة، أوضح في تصريح لمراسل سانا أن مشاركة الحاضنة هذا العام في معرض دمشق الدولي، كانت الأوسع من حيث المساحة وعدد المشاركين، مشيراً إلى أن الجناح جسّد مزيجاً فريداً من الأصالة والحداثة، ما جعله محط اهتمام الزوار والمهتمين بالاقتصاد الإبداعي، ودليلاً على دعم الدولة المتواصل لرواد الأعمال والحرف التقليدية.
وأضاف شكو: إن الحاضنة عملت على توفير الدعم الكامل للحرفيين، بدءاً من التحضير اللوجستي وتجهيز البنية التحتية للجناح، وصولاً إلى تقديم الدعم الفني والتسويقي، وتسهيل تراخيص العرض والمشاركة، مؤكداً أن الحاضنة تؤدي دوراً محورياً في حماية الحرف المهددة بالاندثار، وتأمين استمراريتها من خلال برامج التدريب، والتطوير، والتسويق الإلكتروني.
الحرفي محمد صالح الكجك، المشارك في الجناح، والمتخصص في تطعيم وتنزيل الصدف على الخشب، عبّر عن أهمية المعرض قائلاً: دمجنا في أعمالنا بين الطراز الفاطمي والمملوكي والأيوبي، لإنتاج قطع فنية تعكس روح الشرق بجماليات معاصرة، مضيفاً: إن المشاركة في هذا الحدث تشكّل منصة حقيقية للترويج والتسويق.

أما الحرفي محمد الشايب، المتخصص في صناعة الثريات النحاسية، فأكد أن الدورة الحالية من المعرض شهدت إقبالاً نوعياً من الزبائن المحليين والعرب والأجانب، مشيراً إلى أن المبيعات كانت ممتازة، على عكس ما اعتدنا عليه في معارض سابقة، لافتاً إلى أن الزوار هذا العام جاؤوا من دول عدة، بينها ألمانيا والكويت والسعودية، ما يدل على القيمة الدولية المتزايدة لهذا الحدث.
وتؤكد مشاركة حاضنة دمر أن الحرف اليدوية السورية لا تزال تحمل رسالة ثقافية واقتصادية قادرة على الوصول إلى الأسواق العالمية، في وقت تسعى فيه الدولة إلى تعزيز الاقتصاد الإبداعي وتمكين الصناعات الصغيرة والمتوسطة كركيزة من ركائز التنمية المستدامة.






