دمشق-سانا
تماهى حضور الفن السوري والعربي مع توثيق محطات من الثورة السورية في حفل “سوريا الأمل” الذي استضافه مدرّج جامعة دمشق، بحضور شخصيات رسمية وثقافية.
أوبريت يوثق معاناة الأطفال
الحفل الذي نظمته مؤسسة “أصدقاء سوريا في اليابان والعالم”، برعاية شركة “شاين” للإنتاج الفني والتوزيع، عُرض خلاله الأوبريت الغنائي “لسّه الأمل موجود” للمخرج السوري فيصل بني مرجة، الذي عاد إلى سوريا بعد غياب دام أكثر من ثلاثة عشر عاماً، جراء اضطهاد النظام البائد له ولأسرته بسبب مواقفه المؤيدة للثورة.
الأوبريت، الذي عُرض على شاشة كبيرة، قدّم رؤية سينمائية تعكس الألم والمعاناة التي خلّفتها الحروب في العالم العربي عامة، وفي سوريا على وجه الخصوص، ولا سيما في إدلب.
وركّز من خلال مشاهد تمثيلية مؤثرة على قضايا مثل: الأيتام، الفقر، التشرّد، حرمان الأطفال من التعليم، وظروف النساء وصعوبة إيجاد فرص العمل، وقد دعم الأداء الغنائي كورال الأطفال، بمشاركة مطربين كبار، منهم: أصالة، لطفي بوشناق، علي عبد الستار، رولا سعد، يسرى محنوش، محمد البلوشي، محمد المسباح، سناء يوسف، موسى مصطفى، مهدي العراقي، وميرنا وليد.

وبعد الأوبريت، عُرض فيديو بتعليق صوتي للكاتبة والمخرجة رهف كريدي، مديرة شركة “شاين”، تضمّن لقطات معبّرة من دمشق وآثارها، دعا إلى إعادة ترسيخ اللحمة الوطنية ونبذ الحروب، مؤكداً أن سوريا للجميع.
منى واصف سفيرة للسلام
وخلال الحفل، أعلن المفوّض بأعمال المنظمة العالمية لحقوق الإنسان في سوريا، يحيى الجميل، تعيين الفنانة القديرة منى واصف سفيرةً للسلام، وأكد في كلمة له أن منحها هذا اللقب يعكس مسيرتها الفنية والإنسانية الثرية التي امتدت لأكثر من ستة عقود، مشيراً إلى أنها سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة منذ عام 2002، وتحمل لقب “سنديانة الدراما”.

بدورها، قالت واصف في كلمة لها: “إن سوريا، رغم الجراح، لا تزال تحتاج إلى وقت للشفاء، وإن الفن هو أداة فعالة لنقل معاناة الناس وتعزيز الروح الوطنية”، متطلعةً إلى مستقبل يعمّه السلام والأمان.
الثقافة أولوية وطنية والفن وسيلة للأمل

وفي كلمة لها أشادت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، بالعرض، مشيرةً إلى أنه يسلّط الضوء على أهمية دعم الأطفال وتعويضهم عن الحرمان والمعاناة، وأكدت أن سوريا بحاجة إلى جهود كبيرة لتعود قوية ومتماسكة بعد ما طالها من دمار.

من جهته، عبّر المخرج فيصل بني مرجة، في تصريح لـ”سانا”، عن سعادته الكبيرة بالعودة إلى وطنه، مشدداً على أن الفن رسالة محبة وسلام، ودافع لتوحيد الصفوف الوطنية، متمنياً أن يشكّل هذا الحدث نقطة انطلاق لإشعاع ثقافي وفني جديد في سوريا.

من جانبها، أكدت الدكتورة لبنى بشارة، نائب رئيس مؤسسة “أصدقاء سوريا في اليابان والعالم”، في تصريح مماثل، أن الثقافة لها دور في بناء السلام، موضحةً أن المؤسسة تنشط في مجالات التعليم والتمكين، إيماناً منها بأن النهضة تبدأ من الوعي والمعرفة، فيما عبر الفنان القطري محمد البروشي، عن إعجابه بسوريا الحرة وشعبها المتفائل، مؤكداً أن الفن وسيلة فعالة لزرع الامل.
وفي ختام الحفل، تم تكريم كل من المخرج فيصل بني مرجة، والكاتبة رهف كريدي، والفنان محمد البروشي، والوزيرة هند قبوات، تقديراً لجهودهم التي تعكس أصالة وتنوّع الثقافة العربية.



