دمشق-سانا
على أرض مدينة المعارض في دمشق بصيرة تتغلب على البصر، إبداع يولد من رحم المعاناة، قصة نجاح يرويها الحرفي الكفيف محمد معتوق من محافظة إدلب الذي يعمل في نسج القش يدوياً ويعرض منتجاته في جناح وزارة السياحة التي أتاحت له المشاركة بمعرض دمشق الدولي.
مدير مركز البصيرة التطوعي الخاص بتدريب وتأهيل المكفوفين الحرفي الكفيف محمد معتوق قال لـ سانا: “إنه شكّل فريقاً من المكفوفين، وعلمهم أصول مهنة نسج القش يدوياً لكي يعتمدوا على أنفسهم، وباشروا بالعمل حتى صنعوا منتجات يدوية خاصة بهم.

وأضاف معتوق: “المشاركة في المعرض فرصة لا تعوض وخطوة مهمة بالنسبة لمسيرة المكفوفين، شكّلت منعطفاً في حياتهم ولا سيما أنها المرة الأولى التي شاركوا فيها بمعرض دمشق الدولي”، ليثبتوا للعالم أنهم قادرون على صنع منتجات ترقى بالسوق السورية وتبرز وجهه التراثي والحضاري العريق.
ولفت معتوق إلى أن صناعة القش اليدوية، هي من الحرف القديمة جداً، يتم العمل بها لإحيائها من جديد، حيث تشكّل انعكاساً لتراث وموروث شعبي قديم، إضافة إلى أنها حرفة تقليدية تتضمن جمع سيقان القمح بعد الحصاد وتجهيزها وتشكيلها يدوياً لصنع أدوات منزلية مثل الأطباق والسلال أو قطع فنية وديكورية.

وعن آلية نسج القش اليدوي أشار معتوق إلى أنه يتم استخدام المخرز الخاص بنسيج القش، وهو عبارة عن مسمار موضوع داخل قطعة خشبية، إلى جانب أعواد القش التي تسمى القصل، حيث يوجد نوعان للقصل، منها الطبيعي وهو من القمح، ومنها الصناعي البلاستيكي الموجود في معامل الحصر.
وفي ختام حديثه روى معتوق لـ سانا شعراً يحاكي قصته: “هذا الكفيف فيا كرامَ تعلّموا أن ما بلانا بالعمى ربي سدى، ذِكرُ الكفيف من السماء منزلٌ قد عاتب الرحمن فيه محمدا، صلّوا على خير الورى وتذكروا كيف الكفيف مع النبي تمجدا.
يذكر أن وزارة السياحة دعت العديد من الحرفيين والمتميزين وصناع المهن اليدوية من جميع المحافظات للمشاركة في معرض دمشق الدولي، لتعكس هذه المشاركة خصوصية كل محافظة وتميزها بصناعات وأعمال يدوية ومنتجات حرفية في منتهى الدقة والجمالية والمساهمة في الترويج لهذه الحرف والصناعات.
