الشريط الإخباري

بوغدانوف خلال احتفال لجمعية الصداقة الروسية السورية: لن نترك الشعب السوري لوحده.. حداد: علينا تنمية العلاقات الثنائية لتصبح أنموذجا يحتذى في العلاقات الدولية

موسكو-سانا

أقامت جمعية الصداقة الروسية السورية اليوم أمسية خاصة احتفاء بالعلاقات الروسية السورية شارك فيها نخبة من الدبلوماسيين الروس الحاليين والسابقين الذين اكدوا في مداخلاتهم ان سورية وروسيا لا يمكن الفصل بينهما وان الحرب المشتركة على الارهاب تعزز علاقات الصداقة وتمتنها وتجعل الشعبين ينسجان أمتن الصلات والعلاقات.

واعتبر رئيس الجمعية الكسندر دزاسوخوف ان الأزمة في سورية “أصبحت قضية العالم برمته” ولم تعد مشكلة دولة بمفردها وفق المفهوم الجغرافي.

3وقال دزاسوخوف مفتتحا الأمسية.. خلال السنوات الخمس الماضية جرى امتحان متانة العلاقات بين بلدنا وسورية بالرغم من أن سورية كانت سابقا دولة صديقة تربطنا بها أواصر متينة وعميقة روحية وسياسية وتاريخية وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها في صياغة سياستنا الخارجية مؤكدا ان الدبلوماسية السورية حققت الكثير من النجاحات وأمامها متسع من العمل في المرحلة اللاحقة.

واضاف دزاسوخوف.. علينا اليوم أن نعبر عن تفهمنا ودعمنا لسياسة قيادتنا الثابتة والمبدئية وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولوزارة الخارجية الروسية التي تنتهج خطا واضحا لتغيير العالم نحو الأفضل.

من جانبه اعلن الياس أوماخانوف نائب رئيسة مجلس الاتحاد في روسيا في كلمته ان مجلس الاتحاد الروسي وبفضل السفارة السورية في موسكو يسعى للعمل بنشاط تجاه توطيد الصداقة بين البلدين مشيرا الى الزيارة التي قام بها وفد من المجلس الى سورية ولقائه السيد الرئيس بشار الأسد معلنا عن قرار المجلس منح السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد شهادة تقدير خاص.

وقام أوماخانوف بمنح السفير حداد شهادة تقدير مجلس الاتحاد الروسي الخاص كما تم منحه أوسمة وهدايا من المؤسسات الرسمية والشعبية الروسية تقديرا لموقف سورية في محاربة الإرهاب وتثمينا للجهود التي تبذلها السفارة السورية في موسكو في مجال تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع روسيا الاتحادية.

وقال أوماخانوف.. ان الشعب السوري هو شعب شقيق لنا بكل حق ونثق به وهو الشعب الذي أبدى رئيسه شجاعة وإقداما تفوق شجاعة الكثير من قادة بلدان قريبة منا جدا وأريد أن أؤكد أن الخط الذي ينتهجه الرئيس بوتين بما يخص سورية يعكس مصالح الشعب الروسي بأسره.

2بدوره قال الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان سورية أصبحت وطنا ثانيا للكثيرين من مواطني الاتحاد السوفييتي وهناك الكثير من الأسر المشتركة الروسية السورية كما ان الجالية السورية كبيرة في روسيا ويعمل أفرادها في جميع مجالات الحياة وأصبحوا جزءا من صداقتنا المشتركة.

واكد بوغدانوف ان روسيا تشعر بقلق عميق ازاء ما يجري في سورية اليوم من مأساة عميقة لا تقتصر على سورية وحدها بل هي ماساة ايضا لأصدقائها الفعليين مشيرا الى ان القوى الإرهابية ركبت موجة “الربيع العربي” ورفعت شعارات التطبيق القسري لما يسمى بـ”الثورة الديمقراطية” حسب المقاييس الغربية لتبدأ في ظل تدخل جهات خارجية معينة عمليات مؤلمة لتدمير النسيج التقليدي الفريد لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا واستثارة التوتر الاجتماعي السياسي بصورة مفتعلة وهذا ما تجسد في الأحداث الكارثية في سورية وليبيا واليمن ومصر وعدد آخر من بلدان المنطقة.

وأضاف بوغدانوف.. نرى ازدياد واتساع جرائم الارهابيين والمتطرفين التي تتجاوز حدود المنطقة لتشمل مناطق اخرى في العالم وفي افريقيا السوداء الى الجنوب من الصحراء على وجه الخصوص التي تشعر بخطر تنظيم “داعش” الإرهابي كما هو الامر في ليبيا وتونس والجزائر.

وفيما يتعلق بالعلاقات الروسية السورية اكد بوغدانوف انها صمدت امام امتحان الزمن ونحن لن نترك الشعب السوري لوحده امام الصعوبات التي يواجهها بينما تجلت بكل وضوح محاولات بعض البلدان لإعادة تفصيل خارطة سورية كما يحلو لهم وباي ثمن من الأثمان أما روسيا فكانت تتمسك على الدوام بالسلام والاستقرار في الارض السورية رافضة التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية ونحن ننطلق من عدم وجود بديل للتسوية السياسية عبر الحوار بين الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية والجزء العاقل من المعارضة ونعمل على مساعدة السوريين في التوصل الى اتفاقات مقبولة للجميع طبقا لبيان جنيف المعترف به دوليا والصادر في الثلاثين من حزيران عام 2012.

وشدد بوغدانوف على ان المبدا الاساسي بالنسبة لروسيا يتجسد في وجوب ان يحل الشعب السوري بالذات بجميع شرائحه جميع المسائل المتعلقة بسورية ومستقبلها واعادة بنائها بسرعة.

ولفت بوغدانوف الى سريان الكثير من الشائعات والاقاويل عن وجود المجموعة العسكرية الجوية الروسية في سورية موضحا ان الطيارين الروس العسكريين موجودون في سورية بطلب من السلطة الشرعية فيها بعد ان توجهت الجمهورية العربية السورية الينا بطلب المساعدة في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي استغلت الأوضاع الناشئة لفرض انظمتها المتشددة المتطرفة ولم يكن باستطاعة روسيا ان تقف جانبا وترى كيف يموت الناس يوميا ويقتلون ويعدمون بسبب رفضهم لشرائع الذئاب وان تقف موقف المتفرج من تدمير الأوابد التاريخية والاثار الثقافية وببساطة العلاقات الانسانية الطبيعية في سورية.

وقال بوغدانوف أن روسيا على ثقة بأننا سنتمكن بالجهود المشتركة من تغيير هذا الوضع في سورية والرد بالصورة اللازمة على محاولات الارهابيين والمتطرفين الدوليين لإقامة انظمتهم المعادية للانسانية في الارض السورية وسنتوصل الى تسوية الوضع فيها واننا نرى مستقبل سورية دولة ديمقراطية علمانية يتمتع فيها الجميع بحقوق وفرص متكافئة ويعيش سكانها في ظل السلام والأمن ولقد بذلنا وسنبذل كل ما بوسعنا وكل ما يتوقف علينا من أجل ذلك.

ولفت بوغدانوف الى تقارب مواقف روسيا وسورية في السياسة الخارجية والحقل الدبلوماسي في غالبية المسائل الإقليمية والدولية الملحة ويتعزز ذلك بتطوير العلاقات الشعبية بين مواطني البلدين.

5بدوره قال السفير حداد ان هذه الأمسية تؤكد عمق علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين بلدينا وشعبينا كما تؤكد على علاقات الود والاحترام بين الرئيسين الأسد وبوتين مشيرا إلى أن هذه العلاقات تنمو وترتقي نحو الأعلى حتى غدت اليوم روسيا في قلوب كل السوريين كما غدت سورية في قلب كل روسي.

واوضح السفير حداد ان السنوات الأخيرة شهدت تعزيزا للعلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة بعد ان امتزج تراب سورية بدم الشهيد البطل الطيار أوليغ بيشكوف الذي كنت اليوم في زيارة أسرته بتكليف من السيد الرئيس بشار الأسد لأنقل تعازيه الشخصية لأسرة الطيار.

وأكد السفير حداد أن مهمتنا الرئيسية المنوطة بنا اليوم هي ضرورة تنمية هذه العلاقات إلى المستوى الذي نصبو إليه حتى تصبح أنموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية فهذا هو التوجيه الذي حملته معي من قيادتي ومن الرئيس الأسد مشيرا إلى أن العالم عرف مؤخرا ظهور تيار فكري خطير على البشرية جمعاء يستند إلى الإرهاب كأساس ومنطلق إيديولوجي له في تحقيق مآربه وأهدافه واتخذ من القتل وذبح الأحياء وتقطيع الرؤوس والخطف والسبي والابداع المتجدد في الجرائم وسائل له بدعم من بعض القوى الإقليمية والدولية التي اعتبرت أن هذا التيار الفكري الإرهابي أداة سياسية يمكن استغلالها لتحقيق مصالحها دون إدراك لخطورة أبعاد التلاعب بتلك الورقة عليها أولا وعلى البشرية بأجمعها.

4وأوضح السفير حداد أن سورية عانت كثيرا من هذا التيار الإرهابي في السنوات الخمس الماضية حيث شنت قوى الإرهاب التكفيرية حربا ضروسا لن تعرف لها البشرية مثيلا بويلاتها وآثارها المدمرة على الشعب والدولة السورية بدعم خارجي وباستثمار الشعارات البراقة من حرية وديمقراطية حيث اتخذت قوى الإرهاب من سورية رأس حربة لها من أجل تأسيس ما تسميه “دولة الخلافة” للإنطلاق منها لغزو دول وشعوب أخرى.

وأضاف حداد إن القيادة الروسية بحكمتها أدركت باكرا وقبل غيرها أبعاد الموءامرة على سورية وخطورة التلاعب بالإرهاب ودعت العالم لتشكيل جبهة موحدة من أجل التصدي للقوى الإرهابية ثم قامت بضرب أوكار الإرهاب ومعاقله عندما تيقنت أن الآخرين غير جديين بمحاربته حيث ان الإرهاب يتمدد وتزداد رقعته بينما يدعون مكافحته.

وأكد السفير حداد أن النصر على الأعداء قريب وأن النجاحات التي يحققها الجيش العربي السوري في الدفاع عن أرضه وشعبه تأتي بفضل دعم أصدقائنا وعلى رأسهم روسيا الاتحادية وبصمود شعبنا وشجاعة قيادتنا.

انظر ايضاً

مشاركون في ندوة لجمعية الصداقة الروسية السورية بموسكو.. ما يجري في سورية سيحدد قريبا شكل النظام الدولي بجميع اتجاهاته

موسكو-سانا تحت عنوان “دور القوى المجتمعية والسياسية في دعم سيادة ووحدة أراضي الدولة السورية” أقامت …