الشريط الإخباري

الكونغرس خطر يتهدد العالم-صحيفة الثورة

بكل وضوح و بغض النظر عن الآثار الممكن أن تترتب على الموقف… بعث أكثر من 40 عضواً في الكونغرس الأميركي رسالة مفتوحة إلى إيران يعلنون فيها أنه لا قيمة لاتفاق يعقدونه مع إدارة الرئيس اوباما! فالكونغرس هو الأصل ولن يوافق على ما يقره البيت الأبيض بظل قيادة اوباما, وسيلغيه بعد الانتخابات الرئاسية القادمة الأميركية.‏

بالتأكيد ليست المشكلة في خلل ما في النظام الأميركي ولاسيما من ناحية العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. هذه الرسالة لا تتجاوز كونها مزاودة سمجة، الهدف منها تأكيد ولاء لإسرائيل وأتباعها في المنطقة العربية، وهو ما لا تحتاجه اسرائيل كثيراً، رغم ما يظهر من واقع تواجهه حكومة نتنياهو مع الولايات المتحدة. هذه مسألة لها علاقة بالداخل الاسرائيلي، حيث يحاول نتنياهو أن يبني عزّاً له يدعمه في الانتخابات القادمة ، وهو ما لم يحققه في مهزلة خطابه أمام الكونغرس.‏

الكونغرس هو مجلسان منتخبان من الشعب الأميركي. على هذا الأساس جدير بكل احترام لأنه خيار الشعب. لكن ودون أي مس في هذا الاحترام، لا يكفي ذلك لإعطاء صورة التقديس لقراراته. و الحقيقة أن الكونغرس ، أو بعضه ، يتصرف أحياناً بشيء من السذاجة ، كحين يقف أعضاؤه مراراً للتصفيق لِحِكَمِ و عِبَرِ هذا الأفّاق نتنياهو. أو في رسالة بعض أعضائه العدائية لإيـران. يلطـف من الحكاية أن أكثر من 50 عضواً رفضوا حضور خطاب نتنياهو , و أيضاً ردود الفعل المختلفة على رسالة أعضاء من الكونغرس لإيران.‏

الأهم من ذلك كله هو العدائية و العدوانية التي تتجلى في مواقف الكونغرس تجاه دول العالم . وهي مواقف متكررة مليئة بالصلف وتجاوز الحدود. هو مجلس للأميركيين وليس للعالم. وبالتالي يفترض أن يلتزم حدود الوطن و المجتمع الذي يمثله. لكن…‏

لماذا يتجاوز هذا المجلس التشريعي الأميركي اختصاصه الجغرافي والمجتمعي ؟‏

أترانا نغالي إن قلنا : نحن في هذا العالم المسحوق كلياً … استدعينا هذا المجلس لحكمنا؟‏

هو لا يهدد إيران وسورية وروسيا .. و .. وفقط… بل يهدد حتى الرئيس الأميركي! يحاول أن يقيد حريته في التفاوض… والخطير في المسألة كلها تعاظم شأن الكونغرس في القرار الأميركي ولاسيما القرار العدواني.. وسيزداد هذا الدور كلما تراجع موقع السيطرة الكاملة للولايات المتحدة على الأمم المتحدة, اليوم ومع بزوغ ضوء يشير إلى أن ثمة من لا يخضع… وربما ينذر بتشكل القطب العالمي الآخر… ستضطر الولايات المتحدة من أجل اخضاع العالم إلى تغذية واستخدام العدوانية التي ما انفكت تظهر لدى الكونغرس.‏

نذكر في الختام أنه في مسلسل حصار سورية كانت البداية من الكونغرس. ويعلم السوريون المعنيون أثر عقوبات الكونغرس ومدى التزام العالم بها… كأنه كونغرس للعالم … ومع تصور تضخم هذا الدور سيكون العالم أمام خطر فعلي.‏

بقلم: أسعد عبود