أنقرة-سانا
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، بما فيها التوغلات البرية جنوب البلاد، تمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي وتهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي.
وشدد فيدان، في مقابلة مع قناة الجزيرة، على أن هذه الاعتداءات تكشف عن مخطط توسعي يستهدف وحدة وسيادة سوريا، في وقت تواصل فيه الحكومة السورية جهودها لإعادة بناء الاقتصاد بعد رفع العقوبات الأميركية.
وأشار الوزير التركي إلى أن المشهد السياسي في سوريا يواجه تعقيدات خطيرة نتيجة هذه الاعتداءات، موضحاً أن التوغلات في محيط بيت جن وجبل الشيخ تعرقل أي مسار نحو الحل السياسي.
كما لفت إلى تعثر اتفاق العاشر من آذار الموقع بين الحكومة السورية وقوات “قسد” لدمج الأخيرة في الجيش السوري، محذراً من أن المهلة الممنوحة لتطبيق الاتفاق تنتهي بنهاية العام، ومؤكداً وجود تنسيق بين تحركات “قسد” والاعتداءات الإسرائيلية.
وفي الشأن الفلسطيني، أوضح فيدان أن إسرائيل تضع شروطاً تعجيزية لعرقلة أي اتفاق، وأن هدفها الحقيقي هو تهجير سكان قطاع غزة والضفة الغربية وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى مناطق خالية من أهلها.
وأكد أن تركيا تبذل جهوداً بالتعاون مع مصر والسعودية وقطر والأردن والإمارات لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق تتطلب تشكيل مجلس سلام وتسليم إدارة القطاع للفلسطينيين وتأسيس جهاز شرطة محلي.
وبيّن أن بعض البنود تقع على عاتق واشنطن والرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك استصدار قرار أممي يحدد صلاحيات القوة الدولية في غزة، مؤكداً استعداد بلاده لتحمل جميع المسؤوليات من أجل حل القضية الفلسطينية بسلام، بما في ذلك إرسال قوات إذا اقتضت الحاجة.
وختم فيدان بالتأكيد على أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وفلسطين يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن وقف السياسات التوسعية هو السبيل الوحيد لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من الفوضى والمعاناة.
وتواصل إسرائيل سياساتها العدوانية وخرقها لاتفاق فض الاشتباك عام 1974، عبر التوغل في الجنوب السوري، والاعتداء على المواطنين من خلال المداهمات والاعتقالات التعسفية والتهجير القسري وتدمير الممتلكات وتجريف الأراضي الزراعية، بينما تطالب سوريا باستمرار بخروج الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي السورية، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وإلزام الاحتلال على الانسحاب الكامل من الأراضي التي توغل فيها بعد التحرير، والعودة لاتفاقية فض الاشتباك.