لاهاي-سانا
أكد مندوب سوريا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، محمد كتوب، استمرار سوريا في العمل حتى التخلص الكامل والآمن من جميع بقايا البرنامج الكيميائي الذي خلفه النظام البائد، موجهاً الشكر لمنظمة الحظر والدول الصديقة على دعمها المستمر لإدارة هذا الملف.
وأوضح كتوب خلال اتصال عبر الفيديو مع قناة الإخبارية السورية مساء اليوم، أن مشاركة سوريا في المؤتمر الثلاثين للدول الأطراف للمنظمة، يشكل فرصة مهمة لعرض التقدم المحقق في التعاون معها، وإبراز الخطوات المتقدمة نحو الإغلاق النهائي لهذا الملف، معتبراً أن المؤتمر الذي تشارك فيه 193 دولة يعد محفلاً دولياً، ما يتيح للدول الأعضاء الاطلاع على جهود الحكومة السورية في إزالة آثار البرنامج الكيميائي الذي أنشأه النظام البائد منذ سبعينيات القرن الماضي.
وبين كتوب أن المشاركة في المؤتمر تأتي أيضاً ضمن مساعي سوريا لدفع عجلة استعادة حقوقها، وخاصة في ظل التفويض الممنوح للمجلس التنفيذي بمراجعة قرار تعليق حقوق سوريا وامتيازاتها الصادر عام 2021، منوهاً بالأجواء الإيجابية التي سادت مناقشات المؤتمر والدعم المتزايد الذي عبرت عنه 45 دولة راعية لمشروع القرار.
وأشار كتوب إلى التحديات التي تواجه فرق العمل خلال عمليات إعادة الإعمار، ومنها اكتشاف عبوة يشتبه بأنها من بقايا الأسلحة الكيميائية في أحد مواقع الترميم قرب مستشفى تعرض للقصف عام 2016، ما استدعى وقف الأعمال لحين وصول فرق المنظمة إلى الموقع للتحقق وجمع الأدلة.
ولفت مندوب سوريا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى أن بقايا البرنامج الكيميائي لا تزال تكتشف في بعض مواقع التخزين القديمة، رغم خلو منشآت التصنيع منها تقريباً، موضحاً أن سوريا تعمل بالتعاون مع المنظمة ودول شقيقة وصديقة للوصول إلى جميع المواقع المشتبه بها، وإنجاز عمليات الكشف والتدمير وفق المعايير الدولية المعتمدة.
وكشف كتوب أن سوريا تسعى حالياً إلى بناء قدرات وطنية كاملة عبر إنشاء وحدة متخصصة ضمن وزارة الدفاع، تتولى تدمير بقايا المواد الكيميائية بأعلى مستويات الأمان، مع الاستفادة في المرحلة الراهنة من الخبرات الدولية، وصولاً إلى كوادر وطنية مؤهلة بالكامل لإدارة هذا الملف بكفاءة عالية لضمان أعلى درجات السلامة.
وكان مندوب سوريا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية محمد كتوب أكد خلال مشاركته اليوم، في المؤتمر الثلاثين للدول الأطراف لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، أن سوريا تقف أمام مرحلة مفصلية بعد عام على تحريرها من الحقبة التي شهدت استخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع، وأنها حققت تقدماً مهماً في جمع المعلومات وتقييم المواقع المشتبه بها رغم التحديات، وهي ماضية في تنفيذ التزاماتها وفق اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية وإيمانها بالتعاون الدولي.
يشار إلى أن سوريا أعادت يوم الخميس الماضي تفعيل البعثة الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “OPCW” في لاهاي، وعين الدكتور محمد كتوب ممثلاً دائماً لسوريا لدى المنظمة.