دمشق-سانا
تقدّم السيدة فرح سوقية مثالاً على الإبداع في الحرف اليدوية، حيث دمجت بين ثلاث مهارات فنية مميزة، أبرزها حرفة الضغط على النحاس التي أتقنتها وأبدعت في تطويرها، إلى جانب الكروشيه وإعادة التدوير، لتقدّم منتجات فريدة تجمع بين التراث والابتكار.
حرفة الضغط على النحاس.. صبر وإبداع
للحديث عن عملها، أوضحت سوقية لمراسلة سانا، أن حرفة الضغط على النحاس مهنة قديمة أمضت وقتاً طويلاً في تعلمها إلى أن أتقنتها وبدأت بابتكار أشكال مميزة خاصة بها، لافتةً إلى أن هذه الحرفة تتطلب الصبر والدقة والإبداع.
وأضافت سوقية: إن الكثير من الناس يعتقدون أن هذه الحرفة حكراً على الرجال لما تتطلبه من مهارة، لكنها احترفتها بعد أن أتقنتها، مشيرةً إلى أن العمل فيها يمر بعدة مراحل تبدأ بتصميم القطعة الخشبية المراد الضغط عليها، ثم تقطيع صفيحة النحاس ونسخ الصورة عليها، يليها تعميق ملامح الصورة بطريقة عكسية، وملء الغائر بمعجون الحديد، قبل تثبيت اللوحة على إطار خشبي والتلميع والتعتيق، حيث يستغرق زمن إنجاز القطعة ساعتين إلى يوم كامل.
الكروشيه وإعادة التدوير.. تدريب وتسويق
عن حرفتي الكروشيه وإعادة التدوير، أكدت سوقية أنها تمارسهما منذ الطفولة، كما قامت بإعداد حقيبة تدريبية لتعليم السيدات الكروشيه موثقة من وزارة الثقافة، كما حظيت بدعم وتشجيع أسرتها وزوجها وأبنائها.

وأشارت سوقية إلى أنها تعتمد في تسويق منتجاتها على مواقع التواصل الاجتماعي والمعارض والبازارات المحلية، وآخرها مشاركتها بملتقى “بصمة فن” الذي نظمته غرفة صناعة دمشق وريفها مؤخراً، مؤكدةً أن أبرز التحديات التي واجهتها خلال عملها شملت صعوبة تأمين المواد الأولية.
دعم السيدات عبر التدريب
لفتت سوقية إلى أنها دربت أكثر من 70 سيدة على هذه الحرف، البعض منهن أصبح لديها مشروعها الخاص الذي تعتاش منه، مؤكدةً حرصها على نقل الحرف التراثية للأجيال القادمة.
وتشهد الأسواق السورية إقبالاً متزايداً على المنتجات اليدوية، وخصوصاً في مجالات الحرف التقليدية، مع الاستفادة من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في التعلم والتسويق.