واشنطن-سانا
أعلن علماء من جامعة براون الأمريكية، بقيادة عالم الكواكب جيمس دوتين، عن اكتشاف جديد في عينة قمرية صغيرة جُمعت خلال مهمة أبولو 17 قبل نحو خمسين عاماً، وهو الاكتشاف الذي قد يعيد النظر في فهم تكوين القمر وتاريخه الجيولوجي.
وأوضحت نتائج إعادة فحص العينة باستخدام أحدث التقنيات، حسب موقع The Daily Galaxy الأمريكي المتخصص بعلوم الفضاء والفلك، وجود نمط غير متوقع لنظائر الكبريت لم تسبق ملاحظته في أي من الصخور القمرية أو الأرضية، ما طرح تساؤلات جديدة حول المواد التي أسهمت في تكوين القمر منذ نشأته.
وأكد دوتين أن الاكتشاف يشير إلى أن جزءاً من الكبريت الموجود على القمر لم يأتِ بالكامل من الأرض، بل قد يكون مرتبطاً بالجسم السماوي العملاق المعروف باسم “ثيا”، الذي اصطدم بالأرض في مراحلها المبكرة، وهو الحدث الذي يُعتقد أنه أدى إلى تكوين القمر.
ويعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة لإعادة تقييم النظريات السائدة حول تكوين القمر، كما يسهم في فهم العمليات التي شكلت الصخور القمرية، ويطرح تساؤلات حول إمكانية تبخر أو فقدان بعض المواد إلى الفضاء خلال تبريد محيط الصهارة القمري المبكر.
وأشار العلماء إلى أن نتائج الدراسة لا تقتصر على القمر فحسب، بل تمتد لتشمل فهم جيولوجيا الأرض والنظام الشمسي المبكر، وتوفر أدلة جديدة حول تأثير الاصطدامات الكونية الكبرى في تشكيل الأجرام السماوية.
يشار إلى أن الدراسات التي تتناول العينات القمرية القديمة تتيح نافذة مهمة لفهم العمليات الكونية التي أسهمت في تكوين الكواكب والأقمار.