سانتياغو-سانا
بعد قرون من الغموض، نجح فريق من العلماء في تفسير الطريقة التي نقل بها سكان جزيرة الفصح في تشيلي التماثيل الحجرية العملاقة المعروفة باسم “موآي”.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الباحثين باستخدام النمذجة ثلاثية الأبعاد وتجارب عملية، اكتشفوا أن التماثيل لم تُجر أو تُدفع كما كان يعتقد سابقاً، بل “سارت” إلى مواقعها النهائية بطريقة متقنة.
وأظهرت الدراسة أن سكان رابا نوي، كما تُعرف الجزيرة محلياً، استخدموا الحبال لهز التماثيل يميناً ويساراً بحركة متعرجة، ما جعلها تتقدم وكأنها تمشي رغم وزنها الذي يتراوح بين 12 و80 طناً.
وقال كارل ليبو من جامعة بينجهامتون: “تحريك التماثيل لم يكن صعباً بعد أن تبدأ الحركة، فالأمر يشبه قيادة جسم ضخم يتمايل بسلاسة للأمام، هذه التقنية سمحت لفرق صغيرة بنقل التماثيل لمسافات طويلة بجهد أقل بكثير مما كان يُعتقد”.
وأكدت الدراسة أن شكل التماثيل ساعد في هذه الحركة، إذ تمتاز بقاعدة على شكل حرف “D” وميل خفيف للأمام يجعلها أكثر قابلية للتأرجح، ما يدعم فرضية أن “الموآي” نُحتت خصيصاً لتتحرك بهذه الطريقة.
ولإثبات النظرية عملياً، بنى الفريق نموذجاً لرأس تمثال يزن أكثر من أربعة أطنان، وتمكن 18 شخصاً فقط من تحريكه لمسافة 100 متر خلال نحو 40 دقيقة، في تجربة تعكس بدقة الطريقة التي استخدمها سكان الجزيرة قبل نحو 900 عام.
وتقع جزيرة الفصح (Rapa Nui) في المحيط الهادئ الجنوبي، وهي جزء من تشيلي، على بعد نحو 3,700 كيلومتر غرب الساحل التشيلّي في أمريكا الجنوبية، وتشتهر بتماثيلها الحجرية العملاقة المعروفة باسم الموآي.