دمشق-سانا
في ظل التسارع الكبير في التطورات التكنولوجية، باتت روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الصناعي جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للملايين في جميع أنحاء العالم، حيث تستخدم في التعليم والبرمجة وتساعد في مختلف المهام.
ويعد “تشات جي بي تي” (ChatGPT) – الذي أطلقته شركة ” أوبن آي(OpenAI ) أواخر عام 2022 – أبرز هذه النماذج وأكثرها انتشاراً، إذ تشير التقديرات إلى أن عدد مستخدميه النشطين يتراوح بين 700 و800 مليون شخص أسبوعياً.
مخاوف أمنية
ورغم الانتشار الواسع، يحذر الخبراء من مخاطر محتملة لهذه التطبيقات، ومن أنها ليست مساحات آمنة، حيث تهدد بتسريب البيانات الشخصية أو استغلالها في نشر أخبار مضللة وشن هجمات سيبرانية، وينبهون إلى ضرورة تجنب مشاركة معلومات حساسة مع هذه الأنظمة مثل الأسماء الكاملة، عناوين المنازل، أرقام الحسابات البنكية أو البطاقات الائتمانية، كلمات المرور أو البيانات الطبية، مؤكدين أهمية الاستخدام المسؤول وعدم الإفراط في الاعتماد عليها في المهام الفكرية لما قد يسببه من ضعف في مهارات حل المشكلات.
منافسة محتدمة
سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة” OpenAI ” أشار إلى أن أعداداً متزايدة من الأشخاص يستخدمون ” ChatGPT” في الحصول على نصائح شخصية وحتى كأداة علاجية، محذراً من من الحديث إليه في الأمور الخاصة والكشف عن الأسرار الشخصية لغياب الخصوصية والحماية القانونية لهذه الأحاديث.
كما أظهرت دراسة صادرة عن “البنك الدولي” و”جامعة رايس” أن المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي باتت شرسة مع دخول لاعبين جدد مثل ديب سيك”DeepSeek ” الصيني وغروك” Grok” التابع لشركة إكس إيه آي “xAI”، اللذين نجحا سريعاً في حجز مكان بين الخمسة الأوائل عالمياً، ومع ذلك، حافظ ” ChatGPT ” على موقعه المهيمن مستحوذاً على نحو 77% من حركة المرور العالمية لهذه الأدوات حتى نيسان الماضي.
كما بينت الدراسة أن عدد زيارات ” ChatGPT ” الشهرية بلغ 4.5 مليارات زيارة، بزيادة كبيرة عن العام السابق، حيث تضاعف معدل الجلسات وارتفع متوسط مدتها من 7 دقائق إلى 15 دقيقة.
فجوة رقمية متنامية
الأرقام تكشف أيضاً عن فجوة رقمية واضحة ففي الدول ذات الدخل المرتفع يستخدم 25% من متصفحي الإنترنت ” ChatGPT “، مقابل 5.6% فقط في الدول متوسطة الدخل العليا، و3.6% في متوسطة الدخل الدنيا، بينما لا يتجاوز الاستخدام 0.3% في الدول منخفضة الدخل.
ومع تعمق استخدام الذكاء الاصطناعي في الاقتصادات المتقدمة واتساع الفجوة في الاقتصادات النامية يلوح خطر تحوله إلى مصدر جديد لعدم المساواة العالمية ويهدد بتعميق الفجوة الرقمية العالمية.