دمشق-سانا
تناولت الندوة الحوارية التي استضافتها اليوم الأكاديمية السورية للتدريب بدمشق، مع رئيس مجلس هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين أكرم الأحمد، دور الصحفيين والإعلاميين في تفكيك خطاب الكراهية ومواجهة الدعوات التحريضية في وسائل التواصل الاجتماعي.

وخلال الندوة التي حملت عنوان (تأثير الإعلام على الذاكرة الجمعية وخطاب الكراهية) دعا الأحمد الإعلاميين، إلى تحمل مسؤوليتهم كنُخب ريادية مؤثرة في المجتمع السوري، والعمل دائماً على تفكيك خطاب الكراهية، وأكد أهمية دورهم في درء المخاطر، وإعادة إعمار البلد على أسس العدالة والمحبة والمساواة، وضرورة عمل الإعلاميين بجد دون كلل أو ملل بهدف بناء الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية.
الذاكرة الجمعية التي شوهها نظام الأسد
وقدم الأحمد خلال الندوة صورة شاملة عن الآليات التي اتبعها نظام الأسد لبناء ذاكرة جمعية سورية سلبية ومنقادة، عبر تشويه وإغفال الرموز الجامعة، وتأطير الفكر، وقمع الحريات، والخوف من إبراز الهوية الفردية، وربط البلد بشخص المجرم حافظ الأسد، وفق إيدولوجيا ممنهجة، تكشفت فظائعها حين انطلقت الثورة السورية، حيث أدى القتل والإجرام من قبل نظام المجرم بشار الأسد؛ لبناء سرديات مشوهة منقسمة، ارتكزت على إعلام يضخ خطاب الكراهية بشكل مباشر وغير مباشر.
وعدد الأحمد صفات الذاكرة الجمعية السورية خلال 62 عاماً، بأنها كانت تتميز بالصدمة العنيفة، وخصخصة الرموز الوطنية وتشويهها، وتحويل العلم والتاريخ والأعياد وخطاب الصمود إلى أدوات للعائلة الحاكمة، وتقبل الإقصاء ونزع الإنسانية، ما أدى إلى تآكل الثقة وتغيير القيم وتأثر الهوية الجامعة.
أضرار خطاب الكراهية على المجتمع
وتشمل أضرار خطاب الكراهية بحسب الأحمد: تعميق الانقسام ومنع المصالحة وخلق ثقافة تبرر العنف، وتحويل الخلاف السياسي لصراع دموي، وإخافة رأس المال، وإضعاف مؤسسات الدولة، والتدخل الخارجي، إضافةً إلى توريث الأمراض النفسية بالمجتمع، محذراً من دعاوى التكتلات العشائرية والمناطقية والهويات الفرعية في المجتمع، على حساب الهوية الوطنية.
دور النخبة في تعزيز أواصر المجتمع السوري
وفي مداخلات المشاركين، اقترح الرئيس التنفيذي لشبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أبو بكر إبراهيم أوغلو، توسيع مثل هذه الندوات لتضم فئات أخرى مهنية من كل مكونات المجتمع، وتشكيل لجنة مشتركة تتحرك في كل بقاع الجغرافيا السورية لربط أواصر الشعب سويةً، وتقليل الاحتقانات.

من جانبه، نوه الإعلامي والمدرب حسام نجم، بأهمية هذه الندوات ما يجعلها مساحة حقيقية لتبادل الرؤى، حول تعزيز الخطاب المسؤول وبناء بيئة جامعة أكثر وعياً وانفتاحاً.
يُشار إلى أن الندوة نظمتها هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، ومؤسسة عنب بلدي.

