دمشق -سانا
ناقشت ورشة عمل أقامتها اليوم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (unhcr) في فندق الشام بدمشق، المبادئ التوجيهية الداعمة للعودة الطوعية للاجئين السوريين وإعادة اندماجهم في المجتمع، إلى جانب توضيح مسؤوليات الجهات المعنية في تسيير هذه العملية.

وشملت الورشة التي تستمر على مدى يومين، جلسات تناولت اتجاهات العودة ونتائج الاستطلاع الإقليمي للنوايا، واستعراض برامج المفوضية وشركائها مع العائدين، والاحتياجات القصيرة والطويلة الأجل، إلى جانب مناقشة المبادرات الحكومية الهادفة إلى تهيئة البيئة المناسبة للعودة ومعالجة العوائق المحتملة.

وأكد النائب العام للجمهورية العربية السورية القاضي المستشار حسان التربة في تصريح لـ سانا، أن وزارة العدل توفر حزمة من التسهيلات للاجئين تبدأ منذ لحظة عودتهم إلى سوريا، موضحاً أن الوزارة تتيح للعائدين تسوية أوضاعهم القانونية شخصياً أو عبر وكلاء قانونيين.
وأشار التربة إلى أن مشاركة الوزارة في الورشة تأتي بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية، مبيناً أن الوزارة نفذت خلال الفترة الماضية عدة ورشات عمل مرتبطة بالتحول الرقمي والبنية التحتية العدلية وبناء القدرات، بهدف تطوير البيئة العدلية وتسهيل الإجراءات، لافتاً إلى تخصيص محاكم للنظر السريع في بعض القضايا، وترميم وافتتاح محاكم جديدة، كاشفاً أن التحضير لإطلاق مشروع التحول الرقمي سيسهم في تمكين اللاجئين من متابعة أوضاعهم القانونية من خارج البلاد.

من جانبه، أوضح المستشار القانوني في المفوضية السامية إبراهيم دراجي أن الورشة تسعى إلى تحليل مفهوم العودة الطوعية وتحويله إلى برامج عملية، مشدداً على ضرورة أن تكون العودة بقرار مستنير يحفظ كرامة العائد وأمانه، مبيناً أن استدامة العودة تتطلب توفير بيئة مناسبة، والاستفادة من تجارب الدول، وتحديد مسؤوليات الجهات الدولية والمحلية عبر آليات واضحة تضمن عودة آمنة للاجئين السوريين.

بدورها، أكدت عضو المجلس المركزي في نقابة المحامين رهَادة عبدوش أن الورشة تعزز التشاركية بين الوزارات والنقابات والمؤسسات ذات الصلة، وتوفر للاجئين معلومات واضحة حول واقع الخدمات في سوريا، بما يشمل التعليم والصحة والأمان، إلى جانب توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم القانونية بما يضمن لهم عودة مستقرة وواضحة المعالم.
ويشارك في الورشة ممثلون عن وزارات الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية والعمل، ومديرية المصالح العقارية، والهيئة العامة للمنافذ والجمارك، ووزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، ونقابة المحامين.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أعلنت في الـ 24 من أيلول الماضي، عودة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم منذ الـ 8 من كانون الأول 2024، داعية المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه لإنهاء معاناة نزوح ملايين السوريين ومساعدة البلاد في إعادة الإعمار.



