دمشق-سانا
نظمت الأكاديمية السورية للإعلام اليوم ندوة بعنوان “الصحافة 360 درجة.. النص، الصورة والتأثير”، بهدف تسليط الضوء على أهمية تكامل النص مع الصورة والصوت في صناعة إعلام مهني مسؤول وقادر على إحداث التأثير.
وتناولت الندوة دور الصورة في نقل المعلومات بصرياً، ودور الإعلام في تشكيل الرأي العام، حيث افتتحت الفعالية بعرض مواد إعلامية لتحليلها، تضمنت فيلماً توثيقياً عن قصف النظام البائد لمدينة حلب ومادة خبرية حينها من وكالة سانا.
تكامل الصحافة المكتوبة والمرئية
المدير العام للوكالة العربية السورية للأنباء سانا زياد المحاميد تحدث في المحور الأول عن العلاقة التكاملية بين الصحافتين المكتوبة والمرئية، موضحاً أن الصراع بين الكلمة والصورة قديم لكنه صراع خادع، فالتاريخ يثبت تكاملهما، مستعرضاً تطور الصحافة المكتوبة حتى ظهور المجلات ووكالات الأنباء، مقابل تطور الصحافة المرئية القائمة على الجمع بين الكلمة والصوت والصورة.

وأشار المحاميد إلى مزايا الصحافة المكتوبة من حيث الإثراء المعلوماتي والمصداقية والتحليل، مقابل تحدياتها في المواكبة والتفاعل، فيما تتميز الصحافة المرئية بالسرعة والتأثير العاطفي، لكنها تواجه صعوبات المرجعية وضيق الوقت، مؤكداً أن وكالة سانا شهدت نقلة نوعية بعد التحرير في تطوير المحتوى والصورة والإعلام الرقمي.
الثقة والتأثير في الإعلام
بدوره، تناول مدير المركز الصحفي السوري أكرم الأحمد مفهوم الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام، متسائلاً عن شكل الطرح الذي يخدم المصلحة العامة على المدى البعيد، مشدداً على أن أهداف الإعلام تتمثل في نقل الحقائق بدقة، وكشف الخلل بعدالة، ورفع الوعي المجتمعي وتعزيز السلم الأهلي.

وبيّن الأحمد آليات التأثير الإعلامي من خلال تحديد الهدف والنتيجة القابلة للقياس وربط مصلحة الجمهور بمضمون الخبر، مشيراً إلى أهمية التوقيت، والسرد المدروس، وبناء المحتوى القائم على الثقة والمنفعة، محذراً من فقدان التأثير في حال غموض الهدف أو تجاوز القيم المهنية.
أهمية الصحافة الورقية

كما تحدث رئيس تحرير صحيفة الثورة نور الدين إسماعيل عن الحاجة إلى إعادة الثقة بالصحف المطبوعة من خلال الدور التحليلي لما وراء الخبر وإبراز التحقيقات الاستقصائية، مؤكداً أن الصحيفة الورقية تبقى وثيقة أرشيفية لا تتعرض للحذف أو الاختراق، وتحمل رمزية القراءة ومتعتها، وخاصة للأجيال الجديدة.
وشارك إسماعيل الحضور بآرائهم حول التطلعات تجاه الإصدار المرتقب لصحيفة الثورة المطبوعة، حيث أبدى المشاركون رغبتهم بطرح قضايا تحليلية تلامس هموم المواطن وتوثيق يوميات الثورة السورية وإعادة الملاحق الثقافية والرياضية.



