اللاذقية-سانا
يعاني الأهالي العائدون إلى قراهم المتضررة في منطقة سلمى بريف اللاذقية الشمالي، بعد رحلة نزوح قسري طويلة فرضها إجرام النظام البائد، من صعوبة تأمين ما يعينهم استعداداً لفصل الشتاء المعروف بقساوته في جبل الأكراد، نتيجة الهطولات الثلجية وانخفاض درجات الحرارة.

ومع تمسك الأهالي بأرضهم وبيوتهم رغم الدمار، فإنهم يناشدون المؤسسات المعنية والمنظمات الأهلية للمساهمة في تأمين ما يساعدهم على الصمود في قراهم ومناطقهم، من ترميم للمنازل وتأمين وسائل التدفئة.
معاناة من قلة الموارد
وفي هذا الصدد، أوضح مشرف مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في منطقة سلمى حسن محو، في تصريح لمراسل سانا، أن معظم العائدين هم من سكان المخيمات الذين عانوا من قلة الموارد، ليكتشفوا واقعاً صعباً في قراهم، مؤكداً أن الدمار كبير جداً والمنازل متضررة ولا يوجد أي مقومات للتدفئة.

وأضاف محو: إن “المساعدات المقدمة من المنظمات قليلة جداً وغير كافية، حيث لا تستهدف سوى أربعة أو خمسة منازل من كل قرية”، مناشداً “الجهات الحكومية والمنظمات والجمعيات الأهلية التدخل بأكبر قدر ممكن لمساعدة الأهالي”، آملا بإعادة إعمار منطقة سلمى وريفها وكافة أنحاء سوريا.
صعوبات كبيرة مع قدوم الشتاء
من جانبه، قال توفيق حمدو، أحد الأهالي العائدين: “عدنا إلى قريتنا بعد فترة طويلة من التهجير القسري، لكننا نواجه صعوبات كبيرة مع قدوم الشتاء وقساوته في المنطقة”، مضيفاً إن “ترميم المساكن المدمرة مكلف، واضطررنا للاستعانة بالشوادر والبلاستيك كبديل عن النوافذ”.
وأكد حمدو على الحاجة الماسة إلى توفير وسائل التدفئة، وخاصة الحطب، التي تشكل تكلفة إضافية باهظة على كاهل الأهالي.
استعدادات فردية

أما سمية وكيلة، من الأهالي العائدين، فشرحت الاستعدادات الفردية التي يقومون بها، قائلة: “نحاول تأمين حطب للتدفئة من المناطق القريبة ونجهز المؤن الشتوية الغذائية التقليدية، في محاولة للتكيف مع الظروف الصعبة”.
وتبقى معاناة أهالي سلمى العائدين إلى قراهم المدمّرة علامة فارقة في مرحلة جديدة من التحديات الإنسانية والمعيشية، حيث يتقاطع فرح العودة إلى الأرض والجذور مع واقع قاسٍ من الخراب والشتاء القارس الذي يفرض نفسه بلا رحمة، ما يستدعي تحركاً منسقاً لمساعدتهم على مواجهة ظروفهم المعيشية الصعبة.


