دمشق-سانا
ناقش المشاركون في ورشة عمل نظمتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، الإستراتيجية الوطنية لمكافحة داء الكلب في سوريا، من خلال تحليل الواقع الراهن، وتحديد نقاط القوة والتحديات، ووضع خارطة طريق عملية للوصول لمجتمع خالٍ من داء الكلب.
وتهدف الورشة التي أقيمت في فندق “قيصر بالاس” بدمشق على مدى يومين إلى تقييم الإستراتيجيات الوطنية الموجودة، وإعادة تنشيط أنظمة الترصد والإبلاغ وتعزيز مشاركة الخبرات والتوعية حول الداء وطرق الوقاية منه وتعزيز التعاون بين القطاعات في هذا المجال.
جهود وطنية للتخلص من داء الكلب

مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور محمد سالم أوضح أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الشركاء على تسريع الجهود الوطنية الرامية إلى التخلص من داء الكلب بحلول عام 2030 انسجاماً مع المبادرات العالمية مثل “صفر بحلول عام 2030” و”متحدون ضد داء الكلب”، مؤكداً أهمية التكامل بين قطاعات الصحة العامة والطب البيطري والبيئة، لكون التصدي لداء الكلب لا يتحقق إلا من خلال تنسيق الجهود الميدانية، وتعزيز التوعية المجتمعية، وضمان توافر اللقاحات والعلاجات الوقائية لكل من الإنسان والحيوان.
أهمية التعاون للتخلص من داء الكلب
بدورها أوضحت الدكتورة آرتي شريكريشنا سينغ من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة الإستراتيجية العالمية لداء الكلب والسعي للوصول إلى صفر وفيات خلال عام 2030 واستخدام اللقاح والتكنولوجيا بتخفيض الخطر وأهمية توليد للمعلومات والتوعية واستخدام الموارد والتعاون للاستدامة مشيرة إلى دور التعاون بين الشركاء في هذا الخصوص للتخلص من المرض.
رئيس دائرة الأمراض السارية والمزمنة الدكتور ياسر الفروح بيّن أن سوريا سجلت منذ 2010 حتى 2024 أكثر من 158 ألف حادثة عضة كلب معظمها في دمشق والحسكة ودير الزور موضحاً أن داء الكلب يشكل تهديداً خطيراً على الصحة العامة وخاصة للأطفال دون الـ 15 عاماً، الأمر الذي يؤكد أهمية القضاء على الداء لتعزيز أنظمة الصحة وتعزيز الوعي حول طرق تدبيره.
العمل على جمع الكلاب الشاردة

بدورها، ممثلة وزارة الإدارة المحلية رفيدة الشماط أشارت إلى الآلية الجديدة لعملهم التي تقوم على تشكيل لجان في كل بلدية تضم ممثلين عن وزارات الزراعة والصحة والإدارة المحلية مهمتها اختيار الأرض المناسبة خارج المخطط التنظيمي، وتسويرها، وجمع الكلاب الشاردة فيها لتلقيحها والعناية بها، بدلاً من قتلها.
وبينت الشماط أن دور الوزارة كإدارة مركزية يتمثل في التنسيق مع المحافظات والبلديات لتطبيق هذا المشروع، ومتابعة تنفيذه بشكل يومي حيث تم إصدار تعميم منذ ستة أشهر يحظر على البلديات والأهالي قتل الكلاب الشاردة مع متابعة فورية لأي مخالفة بالتعاون مع وزارة الصحة.
ويعد داء الكلب واحداً من أقدم الأمراض التي عرفها الإنسان، إذ تعود سجلاته الموثقة إلى أكثر من أربعة آلاف عام، ورغم أنه يمكن الوقاية منه تماماً، إلا أنه لا يزال يحصد أرواح ما يقارب تسعة وخمسين ألف شخص سنوياً، معظمهم في المناطق الأكثر ضعفاً حول العالم.