دمشق-سانا
نظمت وزارتا الصحة والإعلام اليوم بالتعاون مع الهيئة الطبية الدولية (IMC) ورشة عمل تحت عنوان “دور الإعلام في صون الحق في التعافي” بهدف تعزيز الصحة النفسية وذلك في فندق غولدن مزة بدمشق.

وتهدف الورشة التي أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الذي صادف في العاشر من شهر تشرين الأول بمشاركة ممثلين عن وزارتي الصحة والإعلام والشركاء الإنسانيين المتخصصين في الصحة النفسية إلى تحديد إستراتيجيات عملية لمشاركة إعلامية مسؤولة وفعالة.
وتركز الورشة على تعزيز دور الإعلام في رفع الوعي بالصحة النفسية وضمان الوصول العادل لخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي أثناء الطوارئ إضافة لتعزيز التغطية المسؤولة للمواضيع الحساسة.
دور الإعلام بتعزيز الصحة النفسية
وفي كلمة له تحدث معاون وزير الإعلام عبد الله الموسى عن دور الإعلام الفعال لتعزيز الوعي العام نحو الشفاء والتعافي وتحمل مسؤولية تناول الأخبار بدقة وطرق تداولها، لافتاً إلى أن التعاطي الإعلامي في زمن النظام البائد كان يرسخ العيادة النفسية مكاناً للوصم، وأن الاعتراف بالضعف مدعاة للخجل من خلال صناعة الخوف والعار وتدمير الإنسان وتقديم المريض النفسي في الدراما كخطر بنمط رسم الوصمة المجتمعية ما يزيد مستوى الأحكام المسبقة ويضعف التعاطف وينشر الجهل.

وأشار الموسى الى جهوزية الوزارة لإقامة ورشات تدريبية مع المختصين النفسيين والصحيين لتقديم ما يمكن ويلزم من نوعية مختصة داخل غرف الأخبار ووضع كل أدواتها الإعلامية للوصول لأكبر شريحة من الجمهور وتقديم المعلومات عن الأمراض النفسية وسبل العلاج والتعافي وأماكن ووسائل الخدمات الصحية المتاحة بما يسهم بالوصول للخدمة ويخفض الوصمة ويزيد التماس المساعدة.
ودعا الموسى المنظمات والجهات الصحية لمساعدة الصحفيين السوريين لأنهم من أكثر الفئات التي تعرضت للصدمة وشاهدوا ما لم يشاهده غيرهم من أهوال وفظائع وكله تحت ضغط عمل وتشنج يومي مستمر تفرضه غرف الأخبار ومهمة حراسة الرواية وإيصال الحقيقة، وهو ما يحتم بأن نطمح لأجواء عمل أكثر صحية الآن في المؤسسات الإعلامية.
الصحة النفسية من أولويات وزارة الصحة

مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة زهير القراط أوضح أن الوزارة تولي اهتماماً خاصاً ومتزايداً بالصحة النفسية باعتبار أن ضمان الوصول إلى خدمات الدعم النفسي والاجتماعي حق أصيل لكل فرد، وأن تعزيز خدمات الصحة النفسية إحدى أولوياتها الإستراتيجية، من خلال افتتاح مراكز متخصصة جديدة في المحافظات كافة، وتوسيع نطاق الخدمات النفسية لتشمل جميع المراكز الصحية الأولية.
وأكد القراط أن الوزارة تؤمن بأن الإعلام شريك أساسي في نشر الوعي والتصدي للوصمة المرتبطة بالاضطرابات النفسية، باعتباره الجسر الذي يربط المجتمع بمقدّمي الخدمة، وهو الأداة التي يمكنها أن تغيّر الصور النمطية وتدفع باتجاه تقبّل المرض النفسي كحالة إنسانية تستحق الدعم لا الإقصاء.
اهتمام الحكومة السورية بالصحة النفسية

مدير البرامج في الهيئة الطبية الدولية في سوريا أوغستو بوزي أكد من جانبه على أهمية الورشة لكونها تهدف لزيادة الخدمات المقدمة في مجال الدعم النفسي والاجتماعي وتعزز التعاون بين الحكومة والمنظمات، وتظهر دعم الحكومة السورية وإيمانها بأهمية الصحة النفسية وسعيها لتأمينها للمواطنين في مختلف المناطق لافتاً إلى دور الإعلام المهم والرئيسي في دعم المرضى النفسيين .
مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة محمد سالم أشار إلى العمل على تدريب الكوادر، وتحديث الأدلة الإرشادية، ودمج خدمات الدعم النفسي والاجتماعي في منظومة الطوارئ والرعاية المستمرة لضمان أن يكون الدعم النفسي جزءاً طبيعياً من كل خدمة صحية تُقدَّم للمواطن.
خدمات الصحة النفسية
رئيس دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة أحمد سلامة تحدث عن الخدمات النفسية التي تقدم للمرضى من خلال 4 مشاف تخصصية في محافظات دمشق وريفها وحلب وإدلب إضافة إلى 414 مركز رأب فجوة و457 مركز دعم نفسي واجتماعي و616 مركز رأب فجوة ودعم نفسي.

مديرة الصحة المدرسية ميسون دشاش بينت أنه تم تدريب كوادر من مديرية الصحة المدرسية عبر برنامج رأب الفجوة لإجراء مسوحات في المدارس مبينة أنه تم اكتشاف عدد من حالات التحرش والعنف والتنمر ومحاولات الانتحار بالإضافة لرصد حالات قلق امتحاني من خلال الخط الساخن الذي تم تخصيصه خلال فترة الامتحانات.
مدير إعلام الوزارات في وزارة الإعلام زيدان باكير أوضح الأثر الكبير للإعلام وتأثير الخطاب الإعلامي في تغيير توجه المجتمع وتعاطيه مع القضايا الحساسة في المجتمع ورفع وعي الجمهور لافتاً إلى العمل على مشاريع التدريبات الإعلامية المتخصصة كإعلام متخصص، ووضع دليل إعلامي حول المفاهيم والمصطلحات الصحية التي يجب مراعاتها في صناعة المحتوى الإعلامي.
ولفت باكير إلى دور الوزارة في توجيه مسار العمل الصحفي وضمان دقة المعلومات المنشورة من خلال تعزيز دور الدوائر الإعلامية في الوزارات والمؤسسات الحكومية لضمان وصول المعلومات الدقيقة والبيانات التي يحتاجها الإعلامي والتي تعمل على رفع وتوعية المجتمع في الجوانب الإيجابية.







