ريف دمشق-سانا
نظمت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) اليوم، دورة تدريبية لـ28 متدرباً من كوادر وزارة الزراعة السورية، حول استخدام الطرق العلمية الحديثة في مسح الغابات، وكيفية تحليل البيانات وصور الأقمار الصناعية والاستفادة منها في اتخاذ القرارات المناسبة.

وتضمنت محاور الدورة التي تستمر 4 أيام، التجارب المستخدمة في مسح الغابات عبر التقنيات الحديثة، ومفاهيم أساسية حول معطيات الاستشعار عن بعد والمعالجة الطيفية للصور، ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)، والكشف عن الغطاء النباتي باستخدام هذه التقنيات، وطرق المسح الميداني للغابات وقراءة المؤشرات، ودور الإرشاد الحراجي في حمايتها، مع إجراء جولة ميدانية لتنفيذ طرق مسح الغابات في منطقة ميسلون.
التقنيات الحديثة مهمة في مسح الغابات
معاون وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية والتنمية الريفية أيهم عبد القادر، أكد أن استخدام التقنيات الحديثة في مسح الغابات له أهمية بالغة، لجهة إعطاء المعلومات الدقيقة عن حالة الغابات وواقع الأضرار الناجمة عن أي تغيرات قد تحصل فيها، إضافة إلى أن هذه التقنيات تقدم مزيداً من النتائج الدقيقة بأقل التكاليف الممكنة، مشيراً إلى أن البلاد شهدت موجة جفاف غير مسبوقة منذ عدة أعوام، وتعرض العديد من المناطق للحرائق ما أثر في بنية الغطاء النباتي.

وبين عبد القادر أن هذه التقنيات تمكن الفرق المتخصصة وأصحاب القرار من الحصول على بيانات دقيقة تفيدهم في إجراء تقييم علمي عن حالة الغابات واتخاذ القرارات المناسبة لجهة استصلاحها وتعزيز التنمية فيها، ومعالجة الأضرار التي أصابتها، وإمكانية استقراء أية أزمة أو كارثة واتخاذ تدابير استباقية.

مدير إدارة الموارد النباتية وليد الطويل أوضح أن الواقع البيئي الراهن للغابات في سوريا، ولا سيما الطبوغرافيا الحادة والطبيعة الحرجة والوعرة تتطلب تطبيق الطرق الحديثة في المسح باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، والمعالجة الحاسوبية للبيانات لوضع الخطط المناسبة للحفاظ على هذه الثروة الوطنية والمورد الطبيعي المتجدد وإدارته إدارة بيئية رشيدة.
حماية الغابات وبناء القدرات

وفي تصريح لمراسل سانا أكد رئيس برنامج التنوع الحيوي في (أكساد) محمد شاكر قربيصه، أن تعرض المساحات الزراعية والغابات للأضرار نتيجة موجة الجفاف والحرائق والتعديات، يتطلب تحديث البيانات وإجراء عمليات مسح ميداني وتوظيف التقنيات الحديثة في تقسيم الغابات إلى وحدات للتحقق من واقعها، لاتخاذ الإجراءات السليمة في الوقت المحدد.

كما أشار رئيس قسم التنوع الحيوي في (أكساد) أحمد المقداد، إلى أن الدورة تأتي في اطار التنسيق والتعاون بين المنظمة والوزارة من أجل الحفاظ على الغابات وحماية التنوع الحيوي ومواجهة التغيرات المناخية القاسية، لافتاً إلى أهمية بناء القدرات وتأهيل الكوادر الفنية العاملة في مجال الغابات واكتساب المعارف والمهارات العملية في استخدام الطرق الحديثة لمسح الغابات وتقدير مواردها.

ونوه الخبير مهدي الجبوري بفائدة الحصول على هذه البيانات في إجراء تقييم علمي من خلال عملية مسح الغابات، ومعرفة التغيرات المناخية التي تطرأ على الغابات، ومدى انعكاسها على الغطاء النباتي والثروة الحيوانية، لجهة تناقص مساحات الغطاء النباتي والمراعي الطبيعية وانخفاض مستوى المياه.
وتعد (أكساد) من أهم منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة بالعمل على مواجهة التحديات المرتبطة بندرة المياه والتصحر وتدهور الأراضي في الدول العربية، وتأسست عام 1968، ومقرها دمشق.

