دمشق- سانا
في مشهد مؤثر خلال انطلاق فعاليات صندوق التنمية السوري، عبّر الطفل السوري محمود، أحد الناجين من تحت أنقاض منزله إثر غارات النظام البائد، عن رغبته العميقة في المساهمة بإعادة إعمار وطنه، قائلاً: “أرحب بفكرة التبرع بمصروفي لإعادة بناء بلدي، وأتمنى من الجميع المشاركة في هذا العمل الخيري”.
محمود الذي يعيش حالياً في تركيا بعد تهجيره مع والدته وخالته، تحدث عن فرحته الغامرة حين وطأت قدماه أرض سوريا مجدداً، مشيراً إلى أمله بالاستقرار في وطنه بعد إعادة إعمار منزله، كما استذكر الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير سوريا قائلاً: “سأترحم على الشهيد خالد حرح وجميع شهداء سوريا، لأننا بفضلهم نعيش لحظة النصر”.
وخلال عرض فيديو قصير، روى محمود تفاصيل نجاته من تحت الركام عندما كان رضيعاً لا يتجاوز عمره عشرة أيام، قائلاً: “كان صوتي ضعيفاً تحت القصف، لكن إرادة الله كانت أقوى من الموت، فأنقذني رجل شجاع استشهد لاحقاً، وسيبقى أثره البطولي في قلبي إلى الأبد”.
بعد نجاته، انتقل محمود مع والدته إلى حلب، ثم عبر إلى تركيا عبر طرق محفوفة بالخوف والمعاناة، ورغم محاولات التأقلم هناك، لم يشعر بالانتماء، مؤكداً أن حلمه لا يزال العودة إلى سوريا، حيث يتمنى أن يجد مدرسة يتعلم فيها لغته وتاريخه، ويلعب في ساحاتها مع أصدقائه، ويبدأ حياة جديدة مليئة بالاستقرار مع والدته.