نيويورك-سانا
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن العالم يمتلك الموارد الكافية لتحسين حياة البشر وحماية الكوكب وضمان مستقبل يسوده السلام والعدالة، مشدداً على أن ذلك يتطلب التخلي عن خيارات الحروب، وإعادة ترتيب الأولويات العالمية عبر الاستثمار في مكافحة الفقر والتنمية المستدامة.
وفي رسالة بمناسبة العام الجديد، نقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن غوتيريش قوله: إن العالم يقف اليوم على مفترق طرق وسط حالة من الفوضى وعدم اليقين الناجمة عن النزاعات المستمرة والانهيار المناخي والانتهاكات المتكررة للقانون الدولي، لافتاً إلى أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ مستوى قياسياً وصل إلى 2.7 تريليون دولار بزيادة تقارب 10 بالمئة.
وأوضح أن هذا الإنفاق يفوق المساعدات الإنمائية بثلاثة عشر ضعفاً، ويعادل الناتج المحلي الإجمالي للقارة الإفريقية بأكملها، داعياً قادة العالم إلى التحلي بالشجاعة الجماعية والعمل من أجل الإنسانية والاستجابة لمطالب الشعوب التي تتساءل عن جدية القيادات في مواجهة التحديات المصيرية.
وحذّر غوتيريش من أن النزاعات الراهنة هي الأشد منذ الحرب العالمية الثانية، ما يستدعي تحولاً جذرياً في السياسات الدولية، مؤكداً أن مستقبل البشرية والكوكب يتوقف على تغليب لغة العدالة والاستثمار في السلام المستدام.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد غير مسبوق لبؤر التوتر والنزاعات المسلحة، وعجز المنظومة الدولية عن فرض تطبيق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بينما تكشف تقارير اقتصادية عن اتساع الفجوة بين الإنفاق العسكري والتمويل المخصص لمواجهة أزمة المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمصداقية الشعارات المنادية بالسلام العالمي.