باريس-سانا
كشف تقرير حديث صادر عن “مختبر عدم المساواة العالمي” في باريس عن تفاقم مقلق في فجوة توزيع الثروات عالمياً منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث تتركز الثروة بشكل متزايد في أيدي قلة من فاحشي الثراء.
التقرير الذي أصدره المعهد التابع لكلية باريس للاقتصاد، أوضح بالأرقام حجم هذا التفاوت الصارخ:
أغنى 10% من سكان العالم يستحوذون اليوم على 75% من الثروة العالمية و53% من الدخل.
في المقابل، يمتلك النصف الأفقر من سكان الكوكب 2% فقط من الثروة ويحصلون على 8% من الدخل.
ثروة أكبر.. ضرائب أقل
أبرز التقرير مفارقة مقلقة، فبينما ازدادت ثروة أغنى الأغنياء بنحو 8% سنوياً منذ التسعينيات (ضعف معدل نمو ثروة النصف الأفقر)، فإنهم يدفعون في كثير من الأحيان نسبة ضرائب أقل من الأسر ذات الدخل المحدود.
“خيار سياسي” وليس قدراً محتوماً
وصف التقرير هذا التفاوت المتزايد بأنه “خيار سياسي” وليس نتيجة حتمية، وأكد أن الفجوة تضيق بشكل ملحوظ في الدول التي تطبق سياسات إعادة توزيع قوية، وتفرض ضرائب تصاعدية عادلة، وتعطي الأولوية للاستثمارات الاجتماعية في التعليم والصحة.
وغالباً ما يدفع الأغنياء معدل ضرائب فعلياً أقل من الفقراء، بسبب التهرّب الضريبي، واستخدام الاستثناءات القانونية والملاذات الضريبية، بالإضافة إلى الاعتماد على الضرائب غير المباشرة التي تؤثر بشكل أكبر على ذوي الدخل المحدود، ما يجعل العبء الضريبي النسبي على الفقراء أعلى.