الخرطوم-سانا
تتصاعد حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في كردفان وسط البلاد، حيث أكدت مصادر عسكرية أن الجيش تمكن من صد هجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على دفاعاته المتقدمة التابعة للفرقة 22 في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان.
معارك محتدمة
ونقلت وسائل إعلام سودانية عن المصادر قولها: إن قوات الدعم السريع استخدمت الطائرات المسيرة والقصف المدفعي لاستهداف محيط مقرات الجيش في بابنوسة، فيما ردت قوات الجيش بقصف مماثل استهدف مواقع تمركز الدعم السريع داخل المدينة.
وتُعد بابنوسة آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان، وتقع على طريق استراتيجي يربط المنطقة بإقليم دارفور، بعد أن فقد الجيش الشهر الماضي آخر قاعدة له في مدينة الفاشر.
من جانب آخر تفيد الأنباء بأن المحاور القتالية في جنوب كردفان شهدت تصعيداً مفاجئاً خلال الأيام الماضية، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات متتالية على حامية كرتالا شرق كادوقلي على مدى ثلاثة أيام، قبل أن يتمكن الجيش من صدها.
تفاقم معاناة النازحين
وإلى جانب استمرار المعارك ووقوع الضحايا، تتفاقم معاناة النازحين جراء الحرب، حيث أعلنت قوات الدفاع المدني بولاية البحر الأحمر شرق السودان أنها نفذت عملية إنقاذ عاجلة عقب انهيار جزئي في مدرسة تؤوي عدداً من النازحين، مؤكدة إخلاء الطابق العلوي بالكامل، ونقل ثلاثة مصابين إلى المستشفى دون تسجيل أي وفيات.
وتستضيف ولاية البحر الأحمر نحو 249 ألف نازح داخلي، أغلبهم في مدينة بورتسودان، وفق بيانات منظمة الهجرة الدولية، حيث يقيم الكثير من هؤلاء النازحين في مدارس ومبانٍ عامة أو مؤقتة غير معدة للإيواء الطويل، ما يجعلها عرضة للانهيار ويضاعف من المخاطر على السكان.
وفي إقليم دارفور غرب السودان، تستمر معاناة النازحين أيضا وخصوصاً في مدينة طويلة غرب الفاشر، حيث تعيش عشرات الأسر في العراء داخل مخيمي دبة نايرة وطويلة العمدة، فيما تتوالى المناشدات لتوفير الخيام والغذاء والدواء وسط ظروف إنسانية صعبة.
تحذيرات أممية من استمرار المجاعة
وتستمر التحذيرات الأممية من انتشار المجاعة في السودان، حيث قالت منظمة الأغذية العالمية في تغريدة على منصة إكس: “بعد عامين من النزاع في السودان، لا يزال الملايين يواجهون المجاعة”.
وأضافت: إن “الزيادة في المساعدات الغذائية التي قدمها برنامج الأغذية العالمي خلال العام الماضي تُحدث فرقاً، وتساعد في استقرار المجتمعات وتراجع المجاعة في بعض المناطق”.
وكان البرنامج حذر الأربعاء الماضي، من أن الوضع الغذائي في السودان ما زال قاتماً، حيث يواجه ما يزيد على 21 مليون شخص جوعاً شديداً، وفقاً لأحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فيما يصنف نحو 375 ألف سوداني في المرحلة الخامسة (الجوع الكارثي) وهي الأعلى في الفئة، وقد تأكدت المجاعة في مدينتين مزقتهما أعمال العنف هما الفاشر في الغرب وكادوقلي في الجنوب.
وتتصاعد الأزمة في السودان مع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان 2023، ما أسفر عن عشرات آلاف القتلى ونزوح ملايين المدنيين، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة،