واشنطن-سانا
في خطوة وُصفت بأنها انفراجة اقتصادية تهدّئ من حدّة التوترات في الأسواق العالمية، أعلنت الولايات المتحدة تعليق فرض الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات الصينية حتى العاشر من تشرين الثاني عام 2026، في إطار التفاهمات الأخيرة بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ.
وأوضح البيت الأبيض في بيان أن الاتفاق بين الرئيسين يتضمن تجميد واشنطن الرسوم الجمركية مقابل التزام الصين بعدد من الإجراءات المتبادلة التي تهدف إلى تخفيف التوترات الاقتصادية المستمرة منذ سنوات، حيث وافقت بكين على وقف التعريفات التي فرضتها في آذار الماضي، إلى جانب تعليق التحقيقات التي كانت تستهدف شركات أمريكية محل خلاف في الأشهر الأخيرة.
كما ينص الاتفاق على منح الصين تراخيص لتصدير المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، إضافة إلى التزامها بشراء 12 مليون طن متري من فول الصويا الأمريكي بحلول نهاية العام الجاري.
نتائج بارزة للقاء ترامب وشي
إلى جانب تخفيض الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 47%، شمل الاتفاق أيضاً الحد من تدفق مركب الفنتانيل من الصين إلى الولايات المتحدة، إذ يعد هذا المركب من أقوى المواد المخدرة الاصطناعية، حيث تفوق قوته المورفين بنحو 50 إلى 100 مرة، وكان يُباع عبر الإنترنت دون أن يُدرج بالكامل ضمن قائمة المواد المحظورة في الصين، وبعد تشديد الرقابة الصينية وحظره رسمياً، انتقلت عمليات تصنيعه إلى دول أخرى.
ويرى مراقبون أن الاتفاق بين ترامب وشي لم يكن خياراً بل ضرورة استراتيجية تهدف إلى حماية المصالح الاقتصادية للبلدين والحفاظ على استقرار الأسواق الدولية، في ظل تداعيات الحرب التجارية المستمرة منذ عام 2018 بين أكبر اقتصادين في العالم.
آمال بانفراج أزمة صناعة السيارات
وقد أثار الاتفاق موجة من التفاؤل في قطاع صناعة السيارات، حيث تستعد الولايات المتحدة لاستئناف شحنات شركة “نيكسبريا” للرقائق الإلكترونية من الصين، في خطوة يُتوقع أن تسهم في تخفيف الأزمة التي أصابت صناعة السيارات العالمية بالشلل الجزئي خلال الأسابيع الماضية.
وتُعد “نيكسبريا” من أكبر منتجي الترانزستورات والرقائق الأساسية في العالم، وتحقق إيرادات سنوية تُقدّر بنحو ملياري دولار، يأتي نحو 60% منها من قطاع السيارات.
ورغم التطلعات بانفراجات اقتصادية قريبة، يرى خبراء أن باب التهدئة لا يزال مؤقتاً، إذ تستمر الحرب التجارية بين بكين وواشنطن منذ سنوات، وتشهد تجاذبات متواصلة تؤثر على الاقتصاد العالمي.