دمشق-سانا
مع توقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تتكشف الكارثة الإنسانية غير المسبوقة حيث يعاني الفلسطينيون الناجون الحرب من ظروف معيشية مأساوية تتصدرها أزمة الجوع ونقص المأوى والرعاية الطبية.
الأمم المتحدة: نزوح جماعي ومخيمات مكتظة تفتقر لأبسط مقومات الحياة
كشفت أحدث تقارير الأمم المتحدة عن نزوح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني قسراً في قطاع غزة، وأن نحو 1.7 مليون يعيشون في مخيمات مكتظة تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة مع تدهور حاد في خدمات المياه والصرف الصحي.
تدمير واسع للبنية التحتية والحاجة إلى مئات الآلاف من وحدات الإيواء
وأظهرت بيانات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تدمير 70 بالمئة من الوحدات السكنية بشكل كلي أو جزئي، بينما أشارت وكالة “الأونروا” إلى حاجة القطاع العاجلة لأكثر من 400 ألف خيمة أو وحدات إيواء مؤقتة لمواجهة العجز الإنساني المتصاعد.
انهيار المنظومة الصحية في غزة ونقص التمويل يفاقم المعاناة
على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة في غزة خروج أكثر من 70 بالمئة من المنشآت الصحية عن الخدمة، بما في ذلك أكبر المستشفيات في القطاع، معربة عن الحاجة لأكثر من 7 مليارات دولار لإعادة تأهيل القطاع الصحي.
وحذرت منظمة “أطباء بلا حدود” من تدهور الوضع الصحي، مشيرة إلى وجود نحو 170 ألف جريح بحاجة لرعاية طبية عاجلة، بينهم إصابات حرجة تتطلب إجلاءً فورياً، مع انتشار أمراض سوء التغذية والأوبئة الناتجة عن تلوث المياه.
دعوة لفتح معابر إضافية
مع دخول الاتفاق على المرحلة الأولى من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة والذي أعلن عنه في التاسع من الشهر الجاري حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي أعلن مسؤول في الأمم المتحدة أن إسرائيل منحت المنظمة الدولية الضوء الأخضر لبدء إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بدايةً من يوم أمس الأحد، مبيناً أن المساعدات ستشمل نحو 170 ألف طن من الإمدادات الإنسانية.
بدوره أشار المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى أن كمية المساعدات هذه محدودة وأن هناك حاجة ملحة لفتح معابر إضافية، وضمان حركة آمنة لعمال الإغاثة، وإدخال البضائع دون قيود، وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية.
استمرار الحصار الإسرائيلي يعرقل الإغاثة
تشكل العقبات التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي تحدياً كبيراً أمام عمليات الإغاثة الشاملة، في ظل استمرار الحصار والقيود المفروضة على دخول مواد البناء والإمدادات الحيوية، ما يهدد بتعطيل جهود إعادة الإعمار ويحول دون تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.