القدس المحتلة-سانا
هاجمت البحرية الإسرائيلية مساء اليوم سفن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة في المياه الدولية، واحتجزت عدداً من سفنه، واعتقلت عشرات النشطاء المتواجدين على متنها.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن نحو 20 سفينة للبحرية الإسرائيلية حاصرت سفن الأسطول في المياه الدولية عند اقترابها من سواحل القطاع، ثم صعد جنود الاحتلال على متن السفن الست الكبرى “سيروس، وألما، وسبيكتر، وهوغا، وأدرا، ودير ياسين” البعضها، واعتدوا على الناشطين واعتقلوا العشرات.
قطع الاتصالات ومنع الاستغاثة
وتعمدت إسرائيل إلحاق الضرر بأنظمة الاتصالات الخاصة بسفن الأسطول في محاولة لمنع إرسال نداءات الاستغاثة ووقف البث المباشر لعملية الاقتحام، حيث “انقطع البث بالفعل عن أغلب السفن المتوجهة لغزة”.
فرض تغيير المسار
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها خاطبت “أسطول الصمود” المتوجّه نحو غزة، وطلبت منه تغيير مسار سفنه نحو ميناء أسدود.
شهادات النشطاء
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعدد من المشاركين الذين ظهروا وهم يحملون جوازات سفرهم، مؤكدين أنهم “اختُطفوا واقتيدوا إلى إسرائيل رغماً عنهم”، مشددين على أنّ مهمتهم إنسانية وسلمية بحتة.
جريمة حرب
منظمو الأسطول أوضحوا أن الاعتداء جرى في المياه الدولية، على بعد نحو 70 ميلاً بحرياً من غزة، وأن البحرية الإسرائيلية استخدمت أساليب عدائية، إلى جانب التشويش على الاتصالات والبث المباشر، الأمر الذي يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وأكدوا بأنه “جريمة حرب”، داعين إلى تحرك دولي عاجل لحماية الناشطين على متن السفن التي احتجزتها إسرائيل، وتأمين الإفراج عنهم.
ويضم أسطول الصمود الذي انطلق نهاية آب الماضي من إسبانيا، 44 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة.
حصار مستمر وحرب إبادة
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عاماً، وفرضت عليه حصاراً شاملاً منذ بدئها حرب الإبادة عليه في السابع من تشرين 2023، ومنعت إدخال المساعدات إليه رغم المأساة الإنسانية التي سببتها الحرب، حيث بات 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى ودون إمكانية حصولهم على أي خدمات بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم والمدارس والجامعات والمؤسسات والمشافي وشبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات.
وأسفرت حرب الإبادة عن ارتقاء وإصابة أكثر من 232 ألفاً ودمار هائل حول القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة تعاني من انهيار المنظومة الصحية والخدمية، إضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينياً بينهم 151 طفلاً.