أنقرة-سانا
أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ حرب الإبادة والتجويع التي تشنّها إسرائيل على مدينة غزة هي قضيّة الإنسانية جمعاء، ووضعت “الضمير الإنساني” أمام أحد أثقل التحدّيات.
وقال أردوغان في مقال له بعنوان “من طرفي آسيا إلى الضمير المشترك للعالم”، نشرته صحيفة “نيكي شيمبون” اليابانية: “نحن نشهد، وكنتيجة لجريمة الإبادة الجماعية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، أطفالاً يموتون جوعاً، ومستشفياتٍ تتوقّف عن العمل، ومدناً تتحوّل إلى خراب، وملايين البشر يُحرَمون من أبسط احتياجاتهم”.
وشدّد أردوغان على أنّ تركيا “لم ولن تصمت إزاء ذلك”، وأنها تبذل جهوداً في كلّ منبر لتحقيق وقفٍ لحرب الإبادة، مضيفاً: “ما ينبغي فعله اليوم هو تعزيز الجهود الدبلوماسية لضمان وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل أكثر انتظاماً، وتخصيص الموارد لتلبية احتياجات الأطفال في التعليم والصحة، والأهم، تبنّي سلام عادل على أساس حلّ الدولتين”.
وأضاف: “في هذه المرحلة التي وصلنا إليها، يبرز التضامن ضدّ الظلم في غزة كمسؤولية تاريخية، وتحويله إلى خطوات ملموسة سيمهّد الطريق لتعزيز السلام والعدالة والوجدان، لأنّ العالم لا يمكن أن ينال مستقبلاً أكثر عدلًاً وأماناً وإنسانية، إلا من خلال الإرادة والجهود المشتركة”.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل، والتجويع، والتدمير، والتهجير القسري، متجاهلاً أوامر محكمة العدل الدولية، وجميع القرارات الأممية والمناشدات الدولية لوقف إطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
النظام الدولي يواجه هزّات عنيفة وتحديات مشتركة
وفي حديثه حول العلاقات التركية اليابانية اعتبر أردوغان أن جسر الصداقة الذي يربط البلدين ببعضهما أقوى من الوثائق الرسمية، ويستمد قوته من التاريخ والذكريات الإنسانية المشتركة بينهما، وقال: “يمكن لجهود تركيا واليابان المشتركة، بصفتهما بلدين ذوي حضارات عريقة، أن تفتح الطريق أمام حلول بنّاءة للمشاكل العالمية”.
واعتبر أردوغان أنّ النظام الدولي يتعرّض لهزّات عنيفة، وقال: “الاقتصاد العالمي اهتزّ مراراً، وأصبح أمن الطاقة والغذاء هشّاً، وبدأت الكوارث المناخية تؤثر في كلّ ركن، والتطوّر السريع للتكنولوجيا يقدّم فرصاً جديدة، لكنه يجلب معه مخاطر جدّية، وهذه التطورات تؤثر مباشرة على تركيا واليابان معاً”.
وشدّد على أنّ لا البُعد الجغرافي، ولا القوّة الاقتصادية، كافٕ لحماية أي دولة من هذه التحديات، مؤكّداً أنّ المشهد يبيّن حقيقة أساسية، وهي أنه لم يعد بإمكان أي دولة بمفردها حلّ القضايا العالمية، وأنّ المبادرات الأحادية تنتهي إلى طريق مسدود، والمؤسسات الدولية باتت عاجزة.
وختم بالقول: “كبلدين ذوي حضارات عريقة، يمكن للجهود المشتركة بين تركيا واليابان أن تفتح الطريق أمام حلول بنّاءة للمشاكل العالمية”.