نيويورك-سانا
أعلنت الأمم المتحدة رسمياً حدوث المجاعة في مدينة غزة وسط القطاع، محذرة من أنها قد تنتشر إلى مدينتي دير البلح وسط القطاع، وخان يونس جنوبه نهاية شهر أيلول القادم.
وقال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي: إن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون ظروفاً كارثيةً، أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد.
يشار إلى أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تشترك فيها 21 منظمة إغاثة ومنظمة دولية ووكالة تابعة للأمم المتحدة، وتهدف إلى تقييم مدى الجوع الذي يعاني منه السكان.
التصنيف بين أن”1.07″ مليون شخص آخر في القطاع أي “54%” من السكان يواجهون المرحلة الرابعة، وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد “الطارئ”، بينما يواجه”396” ألفاً “20%” من السكان المرحلة الثالثة، وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد “الأزمة”.
وأشار إلى تدهور الأوضاع في غزة في الفترة من منتصف آب حتى نهاية أيلول 2025 لتمتد المجاعة إلى دير البلح وخان يونس.
ولفتت الأمم المتحدة إلى أن ذلك يعد أسوأ تدهور للوضع منذ أن بدأ التصنيف تحليل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في غزة، والمرة الأولى التي يتم فيها تأكيد حدوث مجاعة بشكل رسمي في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت ضرورة وقف المجاعة بكل السبل، مشددة على أهمية وقف إطلاق النار للسماح بالوصول الإنساني واسع النطاق ودون عوائق لإنقاذ الأرواح.
غوتيريش: على إسرائيل ضمان وصول الإمدادات الغذائية والطبية
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان المجاعة في قطاع غزة بالكارثة الإنسانية، معتبراً أنها لا تتعلق فقط بالغذاء بل بانهيار متعمد للأنظمة الضرورية للبقاء على قيد الحياة.
وقال غوتيريش: “إن الناس يتضورون جوعاً، والأطفال يموتون، وباعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، على إسرائيل التزامات لا لبس فيها بموجب القانون الدولي بما في ذلك واجب ضمان وصول الإمدادات الغذائية والطبية للسكان”، مضيفاً: “لا يمكن أن نسمح باستمرار الإفلات من العقاب”.
تورك: إسرائيل المسؤولة عن المجاعة
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك حمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن المجاعة التي أعلنت اليوم في غزة، وقال: “إن الحكومة الإسرائيلية فرضت قيوداً بشكل غير قانوني على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية والبضائع الضرورية لبقاء السكان المدنيين في قطاع غزة على قيد الحياة”.
وأشار تورك إلى حدوث وفيات نتيجة الجوع الشديد وسوء التغذية في أنحاء قطاع غزة، موضحا أن الجيش الإسرائيلي دمر بنية أساسية حيوية وجميع الأراضي الزراعية تقريباً، وحظر الصيد، وهجر السكان قسراً، وكل ذلك عوامل في هذه المجاعة.
كما شدد على أن استخدام التجويع كأسلوب في الحرب يعد جريمة حرب، وأن الوفيات الناجمة عن ذلك قد تصل أيضاً إلى جريمة الحرب المتمثلة في القتل المتعمد.
وطالب تورك السلطات الإسرائيلية باتخاذ خطوات فورية لإنهاء المجاعة في غزة ومنع مزيد من الخسائر البشرية في أنحاء القطاع، والسماح فوراً بالدخول الفوري للمساعدات الإنسانية بكميات كافية، والوصول الإنساني الكامل للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية حالتي وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 271 حالة وفاة، من ضمنهم 112 طفلاً.
ما هي المجاعة؟
المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (المجاعة) تعني الافتقار التام إلى إمكانية الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى.
ويموت فيها يومياً ما لا يقل عن اثنين من كل 10 آلاف شخص، بسبب الجوع أو المرض، كما يعاني أكثر من 30 بالمئة من السكان من سوء التغذية الحاد، ولا يتوفر لهم أي نوع من الدخل.
وتسببت حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول 2023 بارتقاء 62192 فلسطينيا، وإصابة157114 فضلا عن فقدان الآلاف تحت الأنقاض وركام المنازل المدمرة وتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة جراء الحصار والتجويع وتدمير البنية التحتية.