دمشق-سانا
انطلقت اليوم فعاليات الأسبوع العلمي للتوحّد الذي تنظمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” بالتعاون مع جامعة دمشق تحت عنوان: “تحليل السلوك التطبيقي” بمشاركة طلاب من كليات التربية والعلوم الصحية، واختصاصيون في الجمعيات والمعاهد والمراكز العامة والخاصة العاملة مع الأطفال ذوي التوحّد، وذلك في مبنى وحدة الإرشاد الجامعي والدعم النفسي في رئاسة جامعة دمشق.
ويشارك في الأسبوع العلمي الذي يستمر حتى الـ 30 من شهر تشرين الثاني الجاري، نحو 80 متدرباً من مختلف المحافظات، ويهدف إلى التعريف بأهمية امتلاك مهارة تحليل السلوك التطبيقي في علاج أطفال التوحد، وتطوير مهارات ورفع كفاءة الكوادر العاملة في مجال التوحد، لتكون قادرة على مواكبة أحدث الممارسات العلاجية والتربوية في هذا المجال، وتمكينها من التعامل العلمي المدروس مع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
برنامج عالمي لتدريب الكوادر المحلية
وفي تصريحات لـ سانا، بيّن مدير وحدة الإرشاد الجامعي والدعم النفسي في جامعة دمشق الدكتور مازن الشماط، أن هذا النشاط هو جزء من برنامج عالمي لتدريب الكوادر المحلية، والدورة الثانية التي تطلق في جامعة دمشق بعد الدورة التي أطلقت في حزيران الماضي، مشيراً إلى أن الجديد في هذه الدورة هو وجود مشاركات من كل المحافظات وأعضاء من الهيئة التعليمة في جامعة دمشق.
ولفت الشماط إلى أهمية البرنامج التدريبي لأن “تحليل السلوك التطبيقي” من المهارات المهمة التي يجب أن يتسم بها العامل في الميدان النفسي والتربية الخاصة وفي التعامل مع الحالات على أرض الواقع.
منسق مشروع التوحد في منظمة “سامز” الدكتور وسام سقباني أشار إلى أن الأسبوع العلمي والتدريب الذي يتخلله هو بداية ولبنة أساسية لمشاريع التوحد في سوريا التي تعمل المنظمة عليها منذ أشهر، والتي ستتوج بإطلاق “أكاديمية سامز للتوحد” في بداية شهر كانون الأول القادم.
ولفت سقباني إلى أن التدريب المقدم عبارة عن بداية مدخل إلى التحليل السلوكي التطبيقي الـ ABA، وهو عبارة عن نوع من العلاج السلوكي لأطفال التوحد، ويمتد لخمسة أيام، وسيحصل المتدربون في ختام الورشة على شهادة إتمام معتمدة للتحليل السلوكي التطبيقي، منوهاً بجهود منظمة “سامز” التي أمنت الإقامة وتكفلت بالمسكن للمشاركين القادمين من المحافظات.
40 ساعة تدريبية
الاختصاصية في اضطرابات طيف التوحد والتحليل السلوكي التطبيقي (ABA) الدكتورة شادن قصار بينت أن البرنامج المعتمد يتضمن 40 ساعة تدريبية، بهدف رفع مستوى الوعي وتطوير مهارات الكوادر السورية العاملة في مجال التوحد، ورفع مستوى كفاءتها لتكون قادرة على مواكبة أحدث الممارسات العلاجية والتربوية في هذا المجال، عبر تزويدها بأحدث المعارف المتعلقة بتشخيص اضطراب طيف التوحد وأساليب التدخل والعلاج، ولا سيما المستندة إلى منهجية التحليل السلوكي التطبيقي، وتمكينها من التعامل العلمي المدروس مع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وهو يسهم في تحسين الخدمات المقدمة لهم ودعم أسرهم.
ومن المشاركين في الورشة، عبّر عدد من الطلاب عن أهمية هذا التدريب في تعزيز خبراتهم العملية، حيث أوضحت الطالبة لازورد الخضراء أن الورشة قدّمت فائدة واضحة نظراً لارتباطها مع اختصاصها بالتعامل مع العديد من حالات التوحد، معربةً عن رغبتها في استمرار مثل هذه الدورات وتوسّعها، وبدوره أكد الطالب عمر البني أن الجانب التطبيقي الذي تطرحه الورشة يشكل محوراً أساسياً في تأهيل الطلاب المهني، وهي تشكل فرصة لتعزيز معرفتهم وقدرتهم على خدمة الأطفال والحالات التي سيتعاملون معها مستقبلاً.
واضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر في كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين، ويظهر الأفراد المصابون به اختلافات في المهارات الاجتماعية واللغوية وسلوكيات مقيدة ومتكررة، وتظهر أعراضه عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، ويمكن للتشخيص المبكر والعلاجات السلوكية المنظمة أن تحسن حياة الأفراد المصابين.
