دمشق-سانا
تواصل حملة “أمل السعودية” التي يجريها فريق طبي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالتعاون مع الجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث “الأمين”، إجراء العمليات النوعية في المستشفى الوطني الجامعي بدمشق، وذلك في إطار الجهود الإنسانية الرامية إلى تعزيز القطاع الصحي في سوريا.
“عمليات نوعية بدون جراحة”
وفي تصريح لمراسل سانا بيّن الدكتور غسان باريان رئيس بعثة الجراحة البولية في الحملة، أن فريقه الطبي يتواجد في المستشفى الوطني الجامعي ومستشفى المواساة الجامعي منذ العشرين من شهر أيلول الجاري، وأنجز أكثر من 100 معاينة حتى اليوم، وأجرى أكثر من 60 عملية جراحية، بينها عمليات نوعية لإزالة الحصى باستخدام المناظير، وعمليات كان من يمكن إجراؤها عن طريق الفتح الجراحي نُفذت بطريقة أقل توغلاً، ما أسهم في تسريع الاستشفاء وتحقيق نسبة نجاح عالية، وعمليات استئصال المثانة، وإعادة تغيير مسار البول، وزرع الحالبين في المستشفى الوطني، وحققت نتائج رائعة في عملية الاستشفاء للمرضى.

ونوه باريان بالدعم المستمر من الحكومة السعودية وبتعاون جميع الفرق الطبية السورية والسعودية، وفرق منظمة “الأمين”، لافتاً إلى أن الحملة مستمرة حتى نهاية الأسبوع، حيث سيتم إجراء المزيد من العمليات في تخصصات طبية عدة، لخدمة أكبر عدد من المرضى.
“عمليات معقدة وكبيرة بالتخصصات العصبية والعظمية”
الدكتور باسم محمد نور إلهي، رئيس بعثة جراحة الأعصاب والعمود الفقري في الحملة، أشار إلى أن الحملة تشمل تخصصات جراحية مهمة من بينها جراحات القلب والقثطرة، وجراحات العمود الفقري والأعصاب والأورام، والتجميل والتشوهات، والعظام والمفاصل، والمسالك البولية، والأطراف الصناعية.

وبيّن نور إلهي أن البعثة تمكنت من إجراء حوالي 35 عملية جراحية حتى الآن، و20 عملية في المستشفى الوطني الجامعي ومستشفى الأطفال، إضافة لإجراء عمليات معقدة بالتخصصات العصبية والعظمية، تكللت بالنجاح، لافتاً إلى أنه سيتم إجراء المزيد من العمليات خلال الأيام المقبلة، معرباً عن شكره للمملكة العربية السعودية على دعمها الحملات التطوعية التي تقدم مساعدات كبيرة للدول الشقيقة في أوقات المحن والكوارث.

البروفيسور في جراحة العمود الفقري عبدالله أحمد العثمان، بيّن أنه تم إجراء عمليات كبيرة لإزالة أورام من الدماغ، وجراحة تصحيح جنف لفتاة كانت تعاني من جنف متقدم بزاوية تزيد على 90 درجة، تكللت بالنجاح بعد عملية استغرقت 7 ساعات، وعملية أخرى لمريض يعاني من جنف بزاوية 60 درجة، وتم تصحيحه إلى درجة قريبة من الصفر، إضافة لإجراء عمليات تثبيت الفقرات العنقية، الصدرية، والبطنية، وإزالة الغضاريف والأورام، وكذلك إصلاح الكسور القديمة وتصحيح التقدم الفقري، وبعض الإجراءات لتخفيف آلام المرضى باستخدام الحقن في الجذور العصبية.
“عمليات نوعية مجانية وتنسيق مع وزارة الصحة”
مدير عام المستشفى الوطني الجامعي بدمشق عبد الغني شلبي أشاد بجهود المملكة العربية السعودية الكبيرة في دعم القطاع الصحي في سوريا، موضحاً أنه تم استقبال ثلاثة وفود طبية متخصصة، في مجال جراحة الأعصاب، والعظام، والبولية، بالتنسيق مع وزارة الصحة السورية، بهدف تقديم خدمات طبية متقدمة للمرضى المحتاجين، مؤكداً أن جميع العمليات التي تُجرى حالياً مجانية بالكامل، حيث يتولى مركز الملك سلمان وجمعية “الأمين” دفع تكاليفها.

وأضاف شلبي: إن عمليات الجراحة العصبية والبولية تجرى وفق جدول محدد للمرضى المسجلين مسبقاً، بينما يتم تسجيل الحالات الخاصة بعمليات تبديل المفاصل عبر منصة إلكترونية أطلقتها جمعية “الأمين” وتديرها وزارة الصحة، لافتاً إلى أن العمليات تُجرى بأتم الجاهزية ضمن الإمكانيات المتاحة في المشفى، منوهاً بجهود الفريق الطبي السعودي الذي يظهر اهتماماً كبيراً بالمرضى وبالتعاون المثمر مع الأطباء السوريين في المستشفى.
وانطلقت حملة “أمل السعودية” الطبية في الـ 20 من أيلول الجاري، بمشاركة أكثر من 100 متطوع ومتطوعة من أطباء استشاريين واختصاصيين، وأطباء تخدير، وفنيين في العمليات، وعلاج فيزيائي وتأهيل حركي، إلى جانب فرق الدعم اللوجستي لتقديم الرعاية الصحية إلى الفئات الأكثر حاجة، في مبادرة تعكس الدور الإنساني الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في دعم القطاع الصحي تحسين الرعاية الصحية ضمن رؤية سوريا المستقبل.




