اللاذقية-سانا
احتضنت أروقة المتحف الوطني في اللاذقية اليوم، فعاليات فنية وثقافية متنوعة ضمن مهرجان “عيد التحرير”، والذي جسد واقع الثورة السورية ومراحلها المختلفة، واشتركت في تنظيمه جمعيات أهلية وفرق شبابية، في أجواء تعبر عن فرحة النصر والتحرير.

ليا بيازيدو، رئيسة مجلس إدارة جمعية “أثرنا سوري” التطوعية والمشاركة في التنظيم، أوضحت في تصريح لمراسل سانا، أن المهرجان أُطلق بالتعاون مع عدد من جمعيات ومنظمات المجتمع المحلي في المحافظة، بهدف إبراز الجوانب المختلفة للثورة السورية، سواء عبر العروض المسرحية، الكورال، التعريف بشهداء الثورة، أو إقامة مسابقات متنوعة.
من جهته، أشار محمد أبو سيف، مدير جمعية “بلدك أمانتك”، إلى أن المهرجان يمثل حدثاً مهماً نتج عن تعاون الجمعيات والفرق التطوعية التي تأسست بعد التحرير، وأوضح أن كل جمعية قدمت فعالية خاصة بها، سعياً لتقديم صورة مميزة عن محافظة اللاذقية وإسهاماتها في الثورة.
مشاركة الجمعيات وإدخال البهجة للأطفال
من الجمعيات الأخرى التي ساهمت في إثراء برنامج المهرجان، قالت لين دريباتي، رئيسة مجلس إدارة جمعية “أنتي”: إن مشاركتهم تضمنت نشاطاً لإدخال الفرح إلى قلوب الأطفال من خلال الرسم على الوجوه، ضمن الملتقى الخيري المشترك الذي أُقيم في المتحف الوطني.
إبراز التاريخ والهوية الخاصة باللاذقية
سلط المشاركون في المهرجان الضوء على التاريخ والهوية الخاصة بالمحافظة، حيث أوضح خالد ضناوي من “فريق مرساة الساحل الشبابي”، أن مشاركتهم تهدف إلى تقديم الصورة الحقيقية للاذقية، التي رُبطت ظلماً بالنظام البائد، مع التأكيد على تاريخها النضالي منذ انطلاق الثورة، وأشار إلى أحداث مفصلية شهدتها اللاذقية ارتقى فيها العديد من الشهداء على يد النظام البائد، من مجزرة العلبي واقتحام منطقة الرمل الجنوبي، ودور الريف في الثورة، بما في ذلك مناطق سلمى، جبل التركمان، والأكراد.
وأكد ضناوي أهمية إبراز الوجه الحضاري والجمالي للاذقية، كوجهة سياحية وتاريخية وأثرية، وبوصفها ميناءً بحرياً هاماً، واعتبر أن الفعالية تساعد في التعريف بسوريا واللاذقية.
فرحة الأطفال والمجتمع
من بين الحضور، قالت ماريا سراج، طالبة في كلية طب الأسنان: إن المبادرات التي قدمتها الفرق، مثل الحفلات الموسيقية والأشغال اليدوية، تعبر عن شعورها الكبير بفرحة التحرير.
يأتي هذا المهرجان كتعبير مجتمعي عن مرحلة جديدة، يجسد من خلاله الفن والثقافة مراحل النضال والتحرر التي عايشتها المحافظة منذ انطلاقة الثورة، ويهدف أيضاً إلى السعي نحو المستقبل وترسيخ قيم الوحدة والانتماء.