دمشق-سانا
تداعيات حرائق الغابات على البيئة السورية وأهمية نشر الوعي البيئي، عنوان الندوة التي نظمتها مديرية البيئة في محافظة دمشق، بالتعاون مع مؤسسة مناخنا في المركز الثقافي بالمزة مساء اليوم، وسط حضور خبراء في البيئة ونشطاء مدنيين.
أثر الجفاف على حرائق الغابات

استعرض المهندس أحمد الزيدان، مدير مديرية البيئة بدمشق، خلال الندوة التي أدارها الإعلامي سامر الشغري، أثر الأزمة البيئية وزيادة وتيرة موجات الجفاف في ارتفاع عدد حرائق الغابات واتساع مساحاتها، وأكد أن مؤشرات الجفاف مثل SPI وRDI تكشف عن تفاقم الأزمة المناخية مع نقص في الأمطار تجاوز 30% وارتفاع درجات الحرارة، والذي تسبب بتراجع الأراضي القابلة للزراعة وهجرة واسعة من الأرياف إلى المدن.
وشدد على أن جهل المجتمع البيئي يعد العدو الحقيقي لغاباتنا، إضافة إلى التشجير العشوائي بأنواع نباتية دخيلة يزيد من استنزاف المياه ويعطل استعادة النظام البيئي، داعياً إلى دعم أنواع النباتات المحلية التي تعزز التجدد الطبيعي للغابات.
دور الإعلام البيئي

من جهته، أشار محمد سمير طحان، أمين سر مؤسسة مناخنا، إلى خطورة موجة الحرائق التي اجتاحت سوريا هذا الصيف، والتي أدت إلى تدمير آلاف الهكتارات من الغابات وتضرر آلاف المواطنين، مؤكداً دور الإعلام البيئي المحوري في تعزيز التوعية والمراقبة.
ونبه طحان إلى الحاجة الملحة لتطوير إعلام بيئي متخصص قادر على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، ومتابعة الأضرار بموضوعية لتحسين استجابة الجهات الرسمية.
وتحدث عدد من الحضور في مداخلاتهم عن أهمية الحفاظ على الموارد المائية، واتخاذ العمارة الصديقة للبيئة في إعادة الإعمار، مع تسليط الضوء على دور الشباب في تعزيز العمل التطوعي ونشر الثقافة البيئية.
إستراتيجية مستدامة لحماية الغابات

اختتمت الندوة بالدعوة إلى تعزيز التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني والإعلام، لتشكيل جبهات متماسكة تحمي الغابات السورية وتكافح آثار الحرائق، عبر إستراتيجية مستدامة، ترتكز على الوعي والتعليم والمشاركة المجتمعية.
وفي تصريح لمراسل سانا قال فوزي السابق، عضو مجلس أمناء مؤسسة مناخنا: إن حرائق الغابات إنذار مباشر للتهديدات التي تفرضها تغيُّرات المناخ وسوء إدارة الموارد الطبيعية، ما يتوجب نشر الوعي البيئي، وأن تتحمل المؤسسات والمجتمعات المحلية مسؤولياتها بشكل فاعل.
وأشار إلى أن مؤسسة مناخنا، تسعى بالتعاون مع مديرية البيئة، إلى بناء جسور تواصل مستمرة مع المواطنين؛ لرفع ثقافتهم البيئية وتحفيزهم على تبني ممارسات يومية تحمي بيئتنا وتضمن استدامتها.
وتسببت حرائق الغابات والأوضاع الاقتصادية بخسارة أجزاء واسعة من الغطاء النباتي في سوريا، حيث تقدر مساحة المناطق المتضررة ب 39 ألف هكتار خلال السنوات الخمس الماضية.