حلب-سانا
نظمت الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في سوريا لقاءً حوارياً موسعاً اليوم في قاعة المؤتمرات بمبنى محافظة حلب للتعريف بالهيئة الوطنية والاستماع لشهادات الضحايا وأسر المفقودين ضمن مسار العدالة الانتقالية.
استقبال رسمي وتأكيد على التعاون المشترك

وفي بداية اللقاء استقبل محافظ حلب عزام الغريب رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية عبد الباسط عبد اللطيف وأكد على أهمية توحيد الجهود بين المؤسسات المحلية والوطنية لتحقيق العدالة والمصالحة المجتمعية، وترسيخ الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.
وشدد الغريب خلال اللقاء على ضرورة التعاون في ملفات جبر الضرر وتوثيق الذاكرة الحية حول جرائم النظام البائد.
رئيس الهيئة يوضح الأهداف والرؤية
من جانبه قال رئيس الهيئة الوطنية لمراسلة سانا: حضرنا اليوم إلى مدينة حلب بعد زيارتنا لمحافظة دير الزور، وذلك ضمن الخطة الوطنية لإجراء الحوارات والنقاشات مع أهلنا في مختلف المحافظات السورية، بهدف الاستماع إلى رؤاهم ووجهات نظرهم في سبيل بناء استراتيجية وخطة عمل شاملة للهيئة الوطنية.
التزام مستمر بالعمل

وأكد عبد اللطيف في ختام تصريحه أن العمل مستمر على توثيق الانتهاكات وكشف الحقيقة حولها بالتنسيق مع الجهات المعنية إلى جانب جبر ضرر الضحايا وتعزيز مبدأ عدم التكرار، مشيراً إلى أن الهيئة تواصل عقد لقاءات مع ذوي المغيّبين قسراً في مختلف المحافظات ضمن جهودها لتوسيع الحوار والمشاركة المجتمعية في مسار العدالة الانتقالية.
شهادات مؤثرة من ذوي الضحايا
وتحدث عبد الناصر فاخوري معتقل سابق في سجن تدمر وأب لشهيد عن تجربته المريرة قائلاً: “والدي أيضاً كان معتقلًا عام 1969، والشعب السوري عانى على مدى عدة أجيال من ظلم النظام المجرم”.
وأكد فاخوري أن هذا اللقاء كان مفيداً للغاية، ومشاركته جاءت لتأكيد ضرورة حفظ حقوق جميع السوريين، وانصاف ذوي الضحايا والمعتقلين مع محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب.
مطالب بحقوق الضحايا والمفقودين
من جانبها، أوضحت علياء أحمد الناشطة في المجتمع المدني أنه تم اليوم الاستماع إلى قصص تفطر القلب عن شهداء ومغيّبين وسجناء، مشددةً على أهمية معرفة مصير هؤلاء الأشخاص وعدم التسامح حتى تُستعاد حقوق الجميع.
كما دعت أم لخمسة شهداء بينهم اثنان كانا في السجون ولم تعرف مصيرهما إلى معرفة حقيقة ما حصل لأولادها، مؤكدةً أن حضورها جاء للمطالبة بكشف الحقائق ومحاسبة كل من كانت له يد في ارتكاب هذه الجرائم.
تطلعات للتعاون المستقبلي
بدوره أشار مفيد عطّار من رابطة الناجين من سجن تدمر إلى أن الرابطة تُعنى بمتابعة أوضاع وملفات السجناء من الستينيات وحتى اليوم، معبراً عن رغبته في تأسيس تعاون وتبادل معلومات بين الرابطة والهيئة الوطنية للوصول إلى ملفات مكتملة حول هذا الملف الحيوي.
يذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الحوارية التي تعتزم الهيئة عقدها في مختلف المحافظات السورية بهدف بناء ثقة مجتمعية ووضع أسس متينة لمسار العدالة الانتقالية.