درعا-سانا
يُعدّ تحسين واقع الكهرباء في محافظة درعا من أبرز التحديات الخدمية الراهنة، بعد سنوات من الإهمال الذي خلّفه النظام البائد، والذي ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية للقطاع. وتسعى الجهات الحكومية حالياً إلى معالجة هذا الواقع تدريجياً عبر صيانة المحطات وخطوط النقل والشبكات، إضافة إلى تأمين كميات إضافية من الفيول والغاز لضمان استمرارية التشغيل.
وتعاني محافظة درعا من غياب برنامج تقنين كهربائي منتظم، ما أدى إلى حالة من الفوضى في تفاصيل حياة المواطنين اليومية، من ضخ المياه إلى تشغيل الأجهزة المنزلية، وسط دعوات متزايدة لتحسين واقع التغذية الكهربائية قبل حلول فصل الشتاء.
وخلال استطلاع أجرته سانا، عبّر المواطن حسام الحريري عن معاناة الأهالي من ضعف التيار والانقطاعات المتكررة، آملاً بتحسن قريب في التغذية. فيما أشار الحاج خليل العليان إلى أن الوضع الحالي يثقل كاهل أصحاب الدخل المحدود، مؤكداً أن الكهرباء حاجة أساسية ترتبط بكل متطلبات الحياة اليومية، داعياً إلى إدارة عادلة للقطاع وتفعيل الرقابة على محطات التحويل لضمان توزيع منصف.
مطالبات بعدالة التوزيع وصيانة الشبكات المتضررة
من جانبه، أوضح المواطن محمد الخالد أن التغذية الكهربائية تشهد تحسناً مؤقتاً ثم تعود للانقطاع لفترات طويلة، مطالباً بحلول جذرية قبل الشتاء. كما أشار باسل الحروب من مدينة إزرع إلى معاناة مزدوجة في قطاعي الكهرباء والمياه، داعياً الجهات المعنية إلى تحسين الخدمات.
الشيخ قصي الحريري شدد على ضرورة معالجة تهالك محطات التحويل والشبكات، ومراقبة توزيع الكهرباء لضمان وصولها بشكل عادل إلى جميع المناطق.
وفي السياق ذاته، بيّن مدير التشغيل في شركة كهرباء درعا، المهندس بسام الشنبور، أن المحافظة تتغذى حالياً من خط واحد فقط (الكسوة – الشيخ مسكين) بقدرة 230 كيلو فولت بسبب ممارسات النظام البائد ، بعد أن كانت تعتمد على أربعة خطوط قبل الثورة، مشيراً إلى أهمية صيانة هذه الخطوط لاستيعاب الكميات القادمة من الكهرباء.
وقال:” إن الشركة تتلقى شكاوى المواطنين بشأن فصل ووصل التيار، ويتم التعامل معها وفق الإمكانيات المتاحة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وما يرافقه من ضغط على المنظومة الكهربائية، ما يستدعي صيانة شبكات التوتر المنخفض والمتوسط وتوسيع استطاعة المحولات”.
تحسن نسبي في التغذية… والشتاء يفرض تحديات إضافية
وأشار الشنبور إلى تحسن ملحوظ في التغذية خلال الأيام الماضية، حيث وصلت الكهرباء لمدة ساعة ونصف مقابل أربع ساعات ونصف فصل، نتيجة تحسن ظروف التوليد مركزياً، لافتاً إلى أن كمية الكهرباء المخصصة لدرعا ارتفعت إلى أكثر من 100 ميغا، مقارنة بـ80 ميغا سابقاً، ما انعكس إيجاباً على حياة المواطنين.
ورغم الجهود الحكومية والمشاريع المعلنة لتطوير القطاع، لا تزال الأعطال والتخريب الذي خلّفه النظام البائد، إلى جانب الاعتداءات المتكررة على الخطوط الرئيسية (230 و66 كيلو فولت)، تشكّل تحدياً كبيراً أمام استقرار الشبكة الكهربائية في المحافظة.

