دمشق-سانا
اختتمت اليوم منافسات البطولة الوطنية الأولى لمناظرات الجامعات 2025 باللغة العربية، والمؤهلة للبطولة الدولية لمناظرات الجامعات في العاصمة القطرية الدوحة العام القادم، بحصول فريق (دمشق 1) على المركز الأول في البطولة، فيما حل فريق (حلب 2) في المركز الثاني وفريق حمص بالمركز الثالث، وذلك بنتيجة المناظرة النهائية التي أقيمت في المكتبة الوطنية بدمشق.
وتهدف البطولة التي تنظمها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالشراكة مع مركز مناظرات قطر، وجامعة دمشق، ووزارة الثقافة، تحت شعار “صوتٌ يُسمع وحوارٌ يجمع”، إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي والتعبير باللغة العربية بين طلاب الجامعات السورية، ونشر ثقافة المناظرة والحوار البنّاء بين الطلاب، وبناء قدراتهم على النقاش المتوازن، وجعل الحوار جزءاً أصيلاً من الثقافة الجامعية، والخطابة، وتعزيز مهارات التواصل الفعال والتفكير النقدي، بالاستفادة من الانفتاح على مجتمع المناظرات العالمي.
وتركزت المناظرة النهائية التي جرت بين فريقي (حلب 2 ودمشق 1) على مناقشة قضية شاب سوري مهاجر سيعود للاستقرار في سوريا، حيث استعرض الفريقان العوامل الجاذبة والمشجعة لعودة المهجرين، والتحديات التي تواجه هذه العودة وسبل تجاوزها.
الانفتاح على مجتمع المناظرات العالمي

وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي، أكد في كلمة أن البطولة إعلان وطني عن عودة الحوار إلى مكانه الطبيعي في الجامعة، وعن استعادة الفكر لدوره في بناء الإنسان، وصياغة الوعي، منوهاً بالدور المحوري الذي تطلع به كلية الإعلام بوصفها منبراً للحوار وفضاء يحتضن الإبداع الفكري لدى الشباب السوري الجامعي، مشيراً إلى أن البطولة تنفذ ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي، وتمكين الطلاب من التعبير الرصين باللغة العربية، ونشر ثقافة المناظرة، مع الإيمان بأهمية الانفتاح الواعي على مجتمع المناظرات العالمي والاستفادة من خبراته بما يعزز حضور الجامعات السورية في الفضاء الأكاديمي الدولي دون التفريط بهويتنا وقيمنا.
فريقان يمثلان سوريا في البطولة الدولية في الدوحة

وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، لفت في كلمة إلى أن ما شهدته البطولة من مستوى رفيع في الطرح والانضباط في الحجج واحترام الرأي الآخر، رسالة واضحة بأن الشعب السوري قادر على إنتاج المعرفة بلغته العربية ويؤمن بأن الاختلاف طريق الى المعرفة، مشيراً إلى أن الفريقين المتأهلين إلى المناظرة النهائية، سيمثلان سوريا في البطولة الدولية في الدوحة إلى جانب أكثر من 100 جامعة من 50 دولة مختلفة، وهو ما يمثل حضوراً ثقافياً وصوتاً سورياً لشباب يحملون لغتهم وهويتهم إلى فضاء عالمي مفتوح بثقة وكفاءة، مؤكداً أن الوزارة تنظر إلى البطولة بوصفها لغة معرفة وتعزز حضورها في الفضاء الجامعي وفي النقاش العام وفي الحياة اليومية.
دور عالمي لمناظرات قطر
رئيس الجلسة والممثل عن مركز مناظرات قطر براء الأحمر أشار في كلمة افتتاحية، إلى أهمية دور مناظرات قطر التي آمنت بدور الشباب وساندت مبادراتهم، في نشر ثقافة الحوار والمناظرات حول العالم، انطلاقاً من الاستثمار في العقول هو الاستثمار الأسمى وأن الحوار هو الطريق الأسبق نحو التفاهم والتنمية والسلام، وذلك بمشاركة نخبة من شباب سوريا الذين أثبتوا أن الكلمة الواعية قادرة على أن تكون جسراً للتواصل لا ساحة للصدام وبداية بناء لا مجرد جدل عقيم.

المدير التنفيذي لمناظرات سوريا أحمد صالح، بيّن أن البطولة شهدت مشاركة 27 فريقاً من الجامعات السورية، وأكثر من 200 منظم ومتطوع ومتناظر ومحكم، وإجراء أكثر من 50 مناظرة، مؤكداً أن فريقَي حلب ودمشق سيتوجهان إلى الدوحة لتمثيل سوريا في البطولة القادمة، معرباً عن الأمل بتحقيق الفوز الذي ليس بعيداً عن شباب سوريا الطموح والفاعل.
المحكم الدولي الأردني في المناظرات أحمد العيسوي أشار إلى أن هذه البطولات تنمّي وتوسع الآفاق لدى طلبة الجامعات، موضحاً أن التحكيم في المناظرات التي جرت اعتمد على النموذج الآسيوي الذي يعتمده مركز مناظرات قطر في التحكيم.
مشروع لرفع مستوى المتناظرين ومساحة غنية للحوار

المدرب في مناظرات سوريا أنس الشامي، لفت إلى أن مشروع المناظرة يحاول رفع مستوى المتناظرين، من خلال التفكير المنطقي، والتفكير النقدي، والقدرة على التحدث أمام الجمهور، ونشاطها يستهدف كل المحاور التي يمكن للمتناظرين بمستوى الجامعات أو المدارس النقاش فيها، (سياسية، اجتماعية، اقتصادية)، والتي يفترض للمتناظر أن يكون لديه معرفة بها ليكون منافساً ناجحاً، مبيّناً أنه تم تدريب الفرق وتجهزيهم لأكثر من شهر بألعاب ودية مع محافظات أخرى لرفع مستواهم بالمناظرة، استعداداً للمشاركة في البطولة الوطنية للمناظرات.
الفائز بلقب أفضل متحدث في مناظرات سوريا الطالب زاهر عنبتاوي، أكد أن فوزه جاء نتيجة العمل الجماعي والتدريب المكثف، مشيراً إلى أن البطولة شكّلت مساحة غنية للحوار وتبادل الأفكار بين فرق تمثل مختلف المحافظات السورية، لافتاً إلى أن هذا اللقب يُحمّله مسؤولية مضاعفة لمواصلة تطوير مهارات المناظرة القائمة على الاستماع للرأي الآخر وتقبّل الاختلاف، وتمثيل سوريا بصورة مشرّفة في الاستحقاقات المقبلة، وترسيخ ثقافة النقد الإيجابي والحوار البنّاء.
تكريم للفرق والمتحدثين الفائزين

واختتم الحفل الذي حضره السفير القطري بدمشق خليفة عبد الله آل محمود ومعاونو وزراء وأكاديميون وطلاب بعرض مرئي يوثق البطولة وما جرى خلالها، وتكريم مركز مناظرات قطر، ورعاة البطولة، وجامعة دمشق التي استضافتها، وأفضل عشرة متحدثين في البطولة، وكذلك أفضل ثلاثة فرق مشاركة وهي دمشق وحلب وحمص على الترتيب.
وكانت نتائج جولات المرحلة الثانية من البطولة التي أقيمت يومي الـ 12 والـ 13 من كانون الأول الجاري بمشاركة 14 فريقاً من الجامعات السورية الحكومية والخاصة في كلية الإعلام بجامعة دمشق ، أسفرت عن تأهل فريقَي (حلب 2 ودمشق 1) إلى المرحلة النهائية.
يُذكر أن البطولة الدولية لمناظرات الجامعات التي تُقام في الدوحة تُعد حدثاً عالمياً ينظمه مركز مناظرات قطر منذ تأسيسه عام 2008، بهدف نشر ثقافة المناظرة وتطوير معايير الحوار والمناقشات المفتوحة محلياً وعالمياً، إلى جانب تنظيم بطولات محلية ودولية وتطوير مناهج تدريس فن المناظرة في الجامعات.








