حلول ذكية لدعم الرعاية الصحية في سوريا ضمن معرض الابتكار الطبي بجامعة دمشق

الطالب أحمد الكردي من قسم الهندسة الطبية بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق قدم مشروعاً تضمن روبوتاً جراحياً، يختص بإجراء العمليات العينية والجراحية الداخلية بدقة عالية، ويعتمد على محركات دقيقة لتوجيه الإبرة آلياً أثناء عملية حقن السوائل داخل العين، بما يسهم في رفع دقة الأداء وتقليل الأخطاء البشرية، ولا سيما في الحالات التي تتطلب التعامل مع شعيرات دموية دقيقة وحساسة، لافتاً إلى أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على توسيع نطاق المشروع وتطوير أداء النظام بشكل أكبر، بما يفتح آفاقاً جديدة لاستخدام الروبوتات في الجراحة الدقيقة.

وشاركت الجمعية السورية للذكاء الاصطناعي بجناح تعريفي عن برامجها التدريبية، حيث أشارت ممثلتها ماريا رسوق إلى أن الجمعية تسعى لربط التعليم الأكاديمي بالتطبيق العملي، وتعزيز وعي الشباب بأهمية الذكاء الاصطناعي في القطاعين الصناعي والطبي عبر ورشات تدريبية تؤهل الكوادر وتربط التعليم بالتطبيق العملي، مشيرة إلى أن الجمعية بدأت نشاطها مؤخراً، وتركز حالياً على المجال الطبي من خلال التعاون مع شركة “الإحسان” المتخصصة بتجهيز غرف العمليات الذكية، وذلك لتدريب الطلاب ورفع كفاءاتهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

بدورها، عرضت الخريجة من جامعة الأندلس الخاصة فلا العبد الله، مشروعاً تضمن ركبة اصطناعية ذكية تعتمد على نظام تعلم آلي للتنبؤ بحركة المستخدم والتحكم بالمفصل بدقة وقادرة على محاكاة الحركة الطبيعية للركبة، مبينة أنها تهدف إلى تصنيع أطراف صناعية ذكية محلياً في سوريا بتكلفة منخفضة، بما يخدم فئة المصابين وذوي الأعضاء المبتورة، مع التطلع إلى توطين صناعة الأطراف الذكية ودعم القطاع الطبي المحلي.

من جانبه، قدّم اختصاصي الأطراف الصناعية صلاح الأغبر عرضاً عن نشاط الشركة التركية التي يعمل بها والمتخصصة في تصنيع الأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية السفلية والعلوية، مشيراً إلى أن مشاركتهم في المعرض تهدف دعم وتطوير سوق الأطراف الصناعية في سوريا بهدف تعزيز الخدمات وتحسين جودة المنتجات الطبية.

وقدم فريق من طلاب جامعة الأندلس الخاصة مشروعاً في الطب التجميلي يتمثل في جهاز طبي لحقن المواد التجميلية والمغذية للبشرة عبر منصة دقيقة مزودة بإبر متناهية الصغر، حيث أكد عبد القادر عدلة أحد أعضاء الفريق أن الجهاز يسمح بحقن الفيتامينات والمواد التجميلية بطريقة متطورة تدمج بين العلاج التجميلي والتغذية الجلدية، بهدف تحسين مظهر البشرة وصحتها، لافتاً إلى أن المشروع تهدف إلى تسليط الضوء على دور المهندس الطبي في مجال الطب التجميلي، وهو مجال لا يحظى بالاهتمام الكافي ضمن تخصصات الهندسة الطبية.

واختتمت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للهندسة الطبية الحيوية ودورها في تطوير الرعاية الصحية لعام 2025 والذي نظمته على مدى يومين كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق بالتعاون مع كلية الهندسة الطبية في جامعة الأندلس الخاصة للعلوم الطبية بهدف مناقشة أبرز الحلول التقنية المبتكرة لمشكلات الرعاية الصحية، وسبل مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية في تصميم الأجهزة والمعدات الطبية، وتعزيز البحث العلمي كركيزة أساسية للإبداع والتميّز والتنمية المجتمعية.