دمشق-سانا
شهدت دمشق انعقاد المنتدى الاقتصادي السوري الكوري الأول، الذي ناقش سبل تطوير الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، وتعزيز التعاون في مرحلة التعافي وإعادة إعمار البنية التحتية، عبر خلق بيئة جاذبة للمستثمرين، وتأسيس روابط أعمال طويلة الأمد.

وخلال فعاليات المنتدى أكدت مديرة إدارة الشرق الأوسط الأولى في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية جيسو بيو، أن الحكومة الكورية تولي اهتماماً بالمجالات القادرة على دعم التعافي الاقتصادي في سوريا، وفي مقدمتها مشاريع البنى التحتية، ومنتجات الأغذية والتجميل والمحتوى الثقافي الكوري عبر تسريع الإجراءات الجمركية، مشيرةً إلى أن التعاون بين البلدين يشهد مرحلة من الانفتاح المتجدد.
فرص التعاون بين سوريا وكوريا
بدوره استعرض نائب مدير مكتب الوكالة الكورية للترويج التجاري والاستثمار (كوترا) في عمّان جاي وون جو، أولويات التعاون المشترك، وفرص الاستثمار في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمدن الذكية، والنقل، ومعدات إعادة الإعمار، والطاقة المتجددة، والمجال الطبي والصيدلاني، مُقدماً استراتيجية تعاونية مرحلية تبدأ بالسلع الأساسية والطبية ثم معدات إعادة الإعمار قصيرة المدى، لتتطور لاحقاً نحو شراكات واسعة في مشاريع البنى التحتية بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وصولاً إلى تعاون استثماري طويل الأمد.
كما دعا “جو” إلى تأسيس أطر مؤسسية قوية تشمل اتفاقيات حماية الاستثمار، وتجنب الازدواج الضريبي، وفتح قنوات مالية تسهم في تعزيز ثقة المستثمرين.
دخول الشركات الكورية للسوق المحلية
من جهته، أكّد مدير مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية في اتحاد غرف التجارة السورية محمد غزال، أنّ دخول الشركات الكورية الجنوبية إلى السوق السورية يشكّل فرصةً لإعادة دمج سوريا في الاقتصاد الإقليمي والدولي، عبر ربطها بشبكات التجارة وسلاسل القيمة في الشرق الأوسط، مستفيداً من كون السوق السورية إحدى أقل الأسواق ازدحاماً بالمنافسة في المنطقة.

وفي قطاع السيارات، أوضح ممثل الصندوق السيادي السوري وليد سحاري أنّ التعاون مع الشركات الكورية يمكن أن يدعم نقل التكنولوجيا وتطوير خطوط الإنتاج، والتوجّه نحو تصنيع مكونات أساسية بشكل تدريجي، بما يرسّخ توطين صناعة السيارات في سوريا، ويعزز سلاسل التوريد، مؤكداً أن الموقع الجغرافي لسوريا يمنحها مزايا استراتيجية تجعلها سوقاً واعدة لجذب استثمارات جديدة في هذا القطاع.
وعقد أمس المنتدى الاقتصادي السوري الكوري الأول في دمشق برعاية وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة الاقتصاد والصناعة وبالتعاون مع سفارة جمهورية كوريا الجنوبية في لبنان والوكالة الكورية للترويج التجاري والاستثمار “كوترا”، وذلك في فندق البوابات السبع بدمشق.
ويأتي انعقاد المنتدى في سياق توجه الحكومة السورية لفتح قنوات تعاون مع دول تمتلك قدرات تقنية وصناعية متقدمة، ولا سيما في مرحلة التحضير لإعادة الإعمار، كما أنه يمثّل خطوة تأسيسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وبناء شراكات من المعول أن تتحول مستقبلاً إلى مشاريع عملية على أرض الواقع.