واشنطن-سانا
ناقش وزير المالية محمد يسر برنية مع مدير دائرة الإحصاء في صندوق النقد الدولي بيرت كروزه وفريقه، عدداً من محاور العمل خلال الأشهر الستة القادمة، وذلك على هامش مشاركة الوزير في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن.
وأوضح الوزير برنية في منشور على منصة فسبوك أن المحاور تشمل “متابعة التقدم في إعداد تقديرات الحسابات الاقتصادية القومية السورية (احتساب الناتج المحلي الإجمالي) قبل نهاية العام الجاري، وإيفاد بعثة للمساعدة في إعداد إحصاءات ميزان المدفوعات، وإرسال فريق للمساعدة في إطلاق مؤشر أسعار المستهلك”.

وتشمل المحاور أيضاً، وفقًا لبرنية، “إيفاد بعثة لدعم تطوير إحصاءات المالية العامة السورية والإحصاءات النقدية والمصرفية ومؤشرات السلامة المالية، وتوفير التدريب للعاملين في هيئة التخطيط والإحصاء الأخصائيين في وزارة المالية والمصرف المركزي”.
ولفت وزير المالية إلى الاتفاق على تشكيل فرق عمل مشتركة بشأن متابعة كل المسارات، مبيناً أنه سيكون هناك اعتماد في بعض المسارات على الفنيين في مركز المعونة الفنية للصندوق في بيروت.

كما عقد برنية وحاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، اجتماعاً مع مساعدة وزير الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب آنا موريس، تمت خلاله مناقشة سبل تعميق فرص التعاون الثنائي.
وناقش الجانبان أيضاً خلال الاجتماع سبل التعاون المشترك في المجالات المالية والنقدية، تعزيز الشفافية المصرفية، ومكافحة تمويل الإرهاب، وضبط العمليات المصرفية بما يتماشى مع المعايير الدولية.
وأبدى الجانب الامريكي كل الدعم للمساعدة في توفير متطلبات الالتزام لتنفيذ رؤية مصرف سوريا المركزي، في اندماج النظام المالي السوري بالنظام المالي العالمي.
مباحثات مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)
ويوم أمس ناقش وزير المالية مع نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية (IFC) المتخصصة في تمويل القطاع الخاص، ريكاردو بوليتي، دور المؤسسة في تشجيع الاستثمار الخاص في سوريا، من خلال المشاركة في تمويل المشاريع الاستثمارية بما يخلق قيمة مضافة للمشروع وللمستثمر، ينتج عن المعايير العالية في الحوكمة وإدارة المخاطر ومراعاة الأبعاد البيئية والمجتمعية التي تطبقها مؤسسة التمويل.
وأشار برنية إلى أن المؤسسة ستدرس المشاركة في تمويل مشاريع الطاقة والبنية التحتية العملاقة في سوريا، وهناك تواصل من عدد من المستثمرين الراغبين بالاستثمار فيها.
وناقش الجانبان أيضاً، مشاركة المؤسسة في دعم الاستثمار في القطاع المالي، حيث أكد برنية أن عودة استثمارات وتمويلات مؤسسة التمويل الدولية إلى سوريا، سيكون له أثر بالغ في تشجيع الاستثمار، معرباً عن الحرص على تسهيل هذه المشاركة وتطبيق المعايير المطلوبة.
اتفاق بين سوريا وصندوق النقد الدولي
وعقد كل من برنية والحصرية، اجتماعا أمس مع مدير دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، وطاقم الدائرة لديه، تم بموجبه التفاهم على آلية واضحة للتواصل ومحاور الدعم الفني في المالية العامة والمصرف المركزي والمنظومة الإحصائية، وتحديد مجموعة من البعثات الفنية التي ستزور سوريا في الشهور القادمة.
وأعرب الوفد السوري عن شكره لـ أزعور على تفهمه لاحتياجات الدعم الفني، وما أبداه من مرونة في التجاوب مع متطلبات سوريا، مؤكداً الحرص على الاستفادة من خبرات الصندوق الدولي.
واتفق الجانبان على “إعداد إطار واضح لمجالات المشورة الفنية (برنامج عمل) محدد الأهداف لمدة سنة، وتعيين ممثل مقيم لصندوق النقد الدولي في دمشق، وإعداد دراسة حول استدامة المديونية، والتحضير لبعثة مشاورات المادة الرابعة من اتفاقية تأسيس صندوق النقد الدولي خلال ستة أشهر”.
وتنص المادة الرابعة المذكورة على”إجراء مناقشات ثنائية مع البلدان الأعضاء تتم عادة على أساس سنوي، ويقوم فريق من خبراء الصندوق بزيارة البلد العضو، وجمع المعلومات الاقتصادية والمالية اللازمة، وإجراء مناقشات مع المسؤولين الرسميين حول التطورات والسياسات الاقتصادية في هذا البلد، وبعد العودة إلى مقر الصندوق، يُعِد الخبراء تقريراً يشكل أساساً لمناقشات المجلس التنفيذي في هذا الخصوص”.
يذكر أن الوفد السوري برئاسة وزير المالية يشارك منذ 14 تشرين الأول الجاري في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، المنعقدة بالعاصمة الأمريكية واشنطن.